
التاريخ : 2025-09-29

مدة القراءة : 2 دقائق
🗓 يصادف ٢٩ سبتمبر اليوم العالمي للقهوة، وهي مناسبة تُذكّرنا بأن الكوب اليومي ليس مجرد طقس عابر، بل موضوع لبحوث علمية عميقة. حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن متوسط استهلاك الفرد البالغ يصل إلى ١٠-١١ كوباً من المشروبات يومياً. ورغم تنوع الخيارات، يظل للقهوة والشاي حضور مميز في الأبحاث المتعلقة بصحة الدماغ.
القهوة ليست مجرد طقس اجتماعي أو عادة صباحية، بل مشروب مدروس علمياً، فالأبحاث توضح أن تناول ما بين كوبين إلى أربعة أكواب يومياً، خصوصاً قبل فترة المساء، يرتبط بتحسن المزاج وارتفاع مؤشرات الذاكرة والمرونة العصبية. ويعود ذلك إلى دور الكافيين في تنشيط الدوبامين، ومضادات الأكسدة التي تقلل من الإجهاد التأكسدي، بالإضافة إلى زيادة إفراز بروتين BDNF الذي يحفّز نمو الخلايا العصبية. لكن الاعتدال يظل هو العامل الحاسم. فالإفراط في تناول الكافيين يقود إلى القلق واضطراب النوم وحتى تسارع ضربات القلب، وهي عوامل تؤثر سلباً على الدماغ. كما أن طريقة إعداد القهوة تصنع فرقاً جوهرياً: إسبريسو بسيط قد لا يتجاوز خمس سعرات حرارية يختلف كلياً عن مشروبات منكهة مليئة بالسكر والكريمة قد تتجاوز ٤٠٠ سعرة حرارية.
الشاي، بنوعيه الأخضر والأسود، له تاريخ طويل مع الإنسان، لكن الدراسات الحديثة أعادت تسليط الضوء على فوائده. فتناول كوبين إلى ثلاثة يومياً يرتبط بتحسن الإدراك وتقليل التوتر، بفضل مركبات مثل EGCG التي تقلل الالتهابات في الدماغ، وL-theanine التي تعمل على تهدئة النشاط العصبي. غير أن الشاي ليس خالياً من التحديات؛ فبعض أنواعه، خاصة الشاي الأسود، تحتوي على نسب مرتفعة من الكافيين قد تضاهي نصف كوب قهوة. ومع الاستهلاك في أوقات متأخرة من اليوم، قد يتحول أثره من مهدئ إلى سبب للأرق.
في السعودية، لا تُختزل القهوة والشاي في كونها مجرد مشروبات؛ بل هما جزء من الهوية الثقافية والاجتماعية. ومع ذلك، فإن وراء هذا البعد الرمزي أرقاماً اقتصادية لافتة: يستهلك السعوديون نحو ٣٦ مليون كوب قهوة يومياً، فيما تستورد المملكة ما يقارب ٣١ ألف طناً من الشاي سنوياً. هذه الأرقام تعكس كيف تحولت "الرشفة اليومية" إلى صناعة متنامية تساهم في تنويع الاقتصاد وتوليد الفرص الاستثمارية.
القهوة والشاي ليسا مجرد عادات يومية، بل عنصران مؤثران في صحة الدماغ وجودة الحياة. الأبحاث تثبت أن الاعتدال والتوقيت هما مفتاح الفائدة: رشفة في الصباح يمكن أن تعزز التركيز والإنتاجية، بينما استهلاك مفرط أو متأخر قد يقلب الموازين، فيسلب النوم ويزيد الإرهاق. فالأهم هنا ليس نوع المشروب فقط، بل في وعيك بكيف ومتى تشربه.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
