
التاريخ : 2025-09-29

مدة القراءة : 2 دقائق
تخيل صوت الجمهور حواليك، تصفيق جماعي يهز المكان، أو حتى ضحكة عابرة من شخص غريب جنبك. العلم يقول إن هذه اللحظات البسيطة مثل حفلة موسيقية، صف رياضي، أو مباراة، تملك قدرة عجيبة على كسر الوحدة وبناء شعور بالانتماء أقوى من أي دردشة افتراضية.
الوحدة ليست مجرد شعور عابر، فكثير من الدراسات أثبتت إنها مرتبطة بالصحة الجسدية والنفسية، من القلق والاكتئاب إلى ضعف المناعة. لكن الجديد أن الباحثين بدأو بالتركيز على شيء بسيط لكنه مؤثر: حضور الفعاليات الحية. الباحثة براند وزملاؤها أشاروا أن غياب الحفلات، المباريات، وحتى حصص الرياضة خلال جائحة كورونا زاد من عزلة الناس. وسبب هذه العزلة هو أن هذه الفعاليات ما تعطيك ترفيه فقط، بل تفتح لك مساحة لتشارك اللحظة مع أصدقائك، أو حتى مع غرباء يصيرون جزء من تلك اللحظة.
دراسة حديثة تابعت أكثر من ١٥٠٠ مشاركاً قبل وبعد حضور فعاليات مختلفة. وأوضحت النتائج أن الشعور بالترابط والانتماء يزيد بشكل واضح عند: - المشاركة الحضورية بدل الافتراضية. - الحضور مع آخرين لا بمفردك. - المشاركة في الفعاليات المتكررة. - والأهم: المشاركة النشطة بدل الجلوس كمتفرج. وفي بحث آخر نشر الشهر الماضي من جامعتي جورجيا و بريغهام يونغ أعطى رسالة مباشرة: إذا ودك تتخلص من العزلة، جرب فعاليات حضورية، شارك فيها، خذ معك أحد، وكررها باستمرار. ويلخص البروفيسور ريتشارد سلاتشر "حتى صف لياقة أسبوعي أو حفلة محلية مع الأصدقاء كفيلة بتقليل العزلة." هذه الخلطة البسيطة جعلت الناس يحسون أنهم جزء من شبكة اجتماعية أكبر، حتى لو كان الحدث ساعات قليلة.
بعد هذه النتائج، السؤال: وين نقدر نعيش الأثر فعلياً؟ الجواب بسيط: شارك في مثل هذه الفعاليات. في السعودية، موسم الرياض يقدم مثال حي: حفلات، مباريات، ومعارض تخلق مساحات طبيعية للقاء، وتحوّل الترفيه إلى تجربة اجتماعية تغذّي الروابط وتبني مجتمعاً أقوى.
الفعاليات الحيّة ليست مجرد كماليات، فمن خلال الدراسات أثبتت أنها جزء من الصحة الاجتماعية. الشاشة قد توصل لك الإشعارات، لكن التصفيق الجماعي، أو مشاركة أغنية بصوت واحد، أو ضحكة مع شخص ما تعرفه، هي ما توصل لك الشعور والتجربة الاجتماعية.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
