
التاريخ : 2025-09-21

مدة القراءة : 2 دقائق
الاقتصاد، غامض. السياسة، متقلبة. والطقس، توقعاته غير أكيدة. باختصار: عدم اليقين هو الوضع الطبيعي. ورغم إن عقولنا تتوق للوضوح والاستقرار، محاولتنا للسيطرة الكاملة على المستقبل غالبًا ما تزيد التوتر، وتشلّ قدرتنا على اتخاذ قرارات.
علم النفس يوضح إن عقولنا تترجم عدم اليقين كخطر. اللوزة الدماغية تتفعل، وهرمونات التوتر ترتفع، ونبدأ نشوف الأمور بالأبيض أو الأسود. حتى نصل لمرحلة: - المبالغة في تقدير المخاطر. - تضييع الفرص. - التمسك بالخطط حتى لو ما عادت تنفع.
أبحاث حديثة أظهرت إن الأشخاص الأقل تحمّلًا للغموض هم الأكثر عرضة للقلق والوساوس. بينما المرنون، اللي يتعايشون مع المجهول، يتمتعون براحة نفسية أكبر.
خلينا نواجه الحقيقة: محد يقدر يتنبأ بالمستقبل. لا المحلل الإقتصادي، ولا الطبيب، ولا حتى أنت. الحل هو الاستعداد بدل التنبؤ. الرياضي يتدرّب على أكثر من سيناريو محتمل. والمدير الذكي، يبني خطط بديلة. والموظف يبدأ يدّخر، أو يتعلم مهارة جديدة، أو يوسّع علاقاته. التحضير يخفف الصدمة، ويحوّل الغموض من تهديد.. إلى فرصة.
عقولنا تميل للتصنيفات: نجاح/فشل، صح/غلط. لكن الواقع أوسع من كذا. التفكير الاحتمالي يفتح لك مسارات وسطية. - المستثمر ما يراهن على أصل واحد، بل يوزّع المخاطر.
القرارات الرزينة غالبًا ما تجي بضربة واحدة مثالية، بل بسلسلة خطوات تتكيّف مع الظروف.
القدرة على تغيير نظرتك للأمور هو سلاح نفسي أساسي ضد القلق. التجارب غير المتوقعة ما هي كوارث، بل "معطيات جديدة". - ما حصلت الفرصة اللي كنت تبغاها؟ يمكن تفتح لك فرصة ثانية ما خطرت ببالك.
حالة الغموض وعدم اليقين ما راح تختفي. لكن بإعادة صياغة نظرتك له، تقدر تحوّله من عدو يربك موازينك، إلى معلم يدفعك للنمو. لا تنتظر وضوح الطريق.. اصنع خطواتك وسط الضباب.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
