
التاريخ : 2025-07-24

مدة القراءة : 2 دقائق
تصوّر معي ولادة مفاعل نووي ينتشلنا من بطن ظُلمات التلوث إلى قُداسة نورٍ نقي؟ هذه ليست قصةً من وحي الخيال، بل قد تكون واقعا بأسرع مما نتصور، نقول قريبا: وداعًا للنفط، لأبخرة المصانع، للتلوث البيئي الذي يخنق كوكبنا الأزرق، وأهلًا بعصر جديد، فيه تشحن جوالك وتركب سيارتك وتشغل التكييف دون أي عواقب بيئية كارثية! عصر حلم الاندماج النووي!
النووي سمعته سيئه، و مين يلومنا؟ فقد ارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بالحرب والدمار، ففكرة أنه قد يعود تائبًا متشحًا بوشاح البطولة تبدو غريبة نوعا ما!
في عام ٢٠٢٢، بكاليفورنيا في مختبر لورانس ليفرمور لأول مرة في التاريخ ينتج المفاعل طاقةً أكثر مما يأخذ، شجع هذا الإنجاز المستثمرين والشركات الخاصة على الدخول في السوق، والميدان يا حميدان! انقلبت قواعد اللعبة تمامًا. والدول في حالة ( طق ومطاقق ) في من يحتضن التقنية أولًا.
في أمريكا، تعمل شركة CFS تغير وجه اقتصاد طاقة العالم للأبد، ببنائها لجهازٍ ضخم يسمى (توكاماك) الذي يشبه حبة دونات في شكله، وظيفته؟ يسخن ذرات صغيرة لدرجة جنونية ( ١٠٠ مليون درجة ) ليدمجها و يخرج لنا طاقةً جبارة، طاقة تمدنا بكهرباء بكميات ضخمة، غير ملوثة، تنفع لكل شيء متعددة المهام و الاستخدام! لو انتشرت، بنعيش في عالم جديد حرفيًا، عالم ما يعتمد على النفط أو الفحم أبدًا ، كوكب زُمرديّ وحالم !
تحصي رابطة صناعة الاندماج ما لا يقل عن ٤٥ شركة خاصة تعمل على تطوير حلول اندماج تجارية!
المنشأة المسماة SPARC، من المقرر أن تحقق أول إنتاج صافٍ للطاقة بحلول عام ٢٠٢٧ ( زمن السرعة حرفيًا).
عمالقة التكنولوجيا مايكروسوفت وغوغل بدأت توقع عقودًا لشراء هذه الطاقة فور دخولها السوق، لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
نحن لا نقف فقط على أعتاب ثورة طاقة، بل على أعتاب تحوّلٍ حضاري، الطموحات والأحلام بمستقبلٍ مشرق مُضاء بطاقة نظيفة ومستدامة تصبح حقيقيةً أكثر من أي وقتٍ مضى، بتكنولوجيا تُبنى نصب أعيننا، بين يدينا فرصة حقيقية للاستغناء عن النفط كمصدر دخل وحيد، ودعوة لأن نكون ممن يرسمون وجه المستقبل، لا من يتأمل جمال اللوحة الأخاذ.
جريد تقول: جدد إيمانك مع الأمل، فقد يولد النجاح حتى من نواة نووية!
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
