التاريخ : 2024-10-14
مدة القراءة : 2 دقائق
ماذا يحدث لك إذا انقطعتَ عن الاتصال بالإنترنت؟ في البداية تبدأ أعراض الإدمان الانسحابية بالظهور، تتواصل مع خدمة العملاء، ترغب في حل المشكلة خلال ثانيتين، تصعّد الموضوع إلى جهة أعلى، "تطرد وراهم" في كل الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأخيرا: تتذكر وصية سابع جار، لتطلب منه باسوورد الواي فاي. لكن تخيل وضعية الثلث المحروم من سكان الكوكب والذين يعيشون بلا اتصال حتى الآن!
أحيانا، نختار بأنفسنا الابتعاد عن العالم الرقمي والإنترنت رغبة منا في الوصول إلى صفاء الذهن والبعد عن ضجيج الحياة الافتراضية، لكننا لا ننكر أهمية الإنترنت، فلولاه لما قرأت نشرتنا الرهيبة اليوم!
بالمقابل، تشير محدودية وصول الإنترنت إلى أكثر من ٢,٦ مليار نسمة من سكان كوكبنا العظيم إلى وجود فجوة رقمية كبيرة، خاصة في المناطق الريفية التي تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتوفير اتصال قوي بالشبكة. لكن ماذا لو كان الحل يكمن في فكرة هاربة من الخيال العلمي؟ استخدام الليزر لتوصيل الإنترنت! ١٠ جيجا ليزر = ٣٠ ألف دولار!
تخيل أن يسألك أحدهم: "الإنترنت عندكم ألياف أو ليزر؟"، قد يبدو السؤال غريبا، لكن الفكرة في العموم مطروحة للنقاش من الستينات، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب نظرا للتحديات التي واجهتها، مثل تعطل الإشارات بسبب العوائق مثل الجدران والظروف الجوية كالغيوم والمطر. حاولت شركة "Attochron" التغلب على هذه العوائق، وطورت تكنولوجيا جديدة يمكن من خلالها استخدام الليزر لتوصيل الإنترنت إلى المناطق النائية من خلال إرسال نبضات قصيرة من الضوء بدلاً من الشعاع المستمر، وكذلك باستخدام طيف ضوئي أوسع لتوفير إشارة أكثر استقرارًا؛ لكن التكلفة المرتفعة منعت من تبنيها على نطاق واسع؛ فتكلفة إعداد النظام من "Attochron" تصل إلى ٣٠ ألف دولار لتوفير سرعة إنترنت تبلغ ١٠ جيجابت.
غالبا "لا" فالتكلفة المرتفعة تحد من حجم الفئة المستهدفة. لكن قد يكون الليزر حلا مؤقتا إلى أن يُتغلب على تحديات البنية التحتية، لكن الاعتماد عليه لا يعد حلا قابلا للتطبيق في ظل وجود حلول تبدو أكثر قابلية للتطبيق على المدى الطويل، على سبيل المثال، الإنترنت عبر الأقمار الصناعية متاح بالفعل على نطاق واسع، لكنه يعاني من مشكلات مثل السرعات غير المستقرة. عموما، هناك العديد من الابتكارات لإيصال الإنترنت إلى الثلث المحروم من سكان كوكب الأرض، وما علينا سوى الانتظار.