هل ستنقطع الماتشا بسبب الحر؟🔥🍵

التاريخ : 2025-07-20

مدة القراءة : 3 دقائق

في السنوات الأخيرة، تسللت الماتشا من ركن هادئ في الثقافة اليابانية إلى مركز المشهد العالمي. حيث أصبحت رمزاً لجيل يدور صحته في كوب، وهدوءه في رغوة خضراء. فقد ظهرت فجأة في كل مكان: المقاهي، السوشال ميديا، وحتى رفوف السوبرماركت. والكل يبي "الماتشا لاتيه" حقه، وحتى لو قيل عنه أنه -مشروب البنات- محد يقدر ينكر صداه العالمي ولا فائدته العظيمة.

أكثر من مجرد مشروب ..🍵

أغلب الماتشا الأصلية تأتي من اليابان، وتنتج بطريقة قديمة عمرها قرون تُعرف بـ"تينشا"، أوراق شاي أخضر تُزرع في الظل، ثم تُطحن حتى تصبح بودرة ناعمة. طريقة الزراعة والطحن تقليدية جدًا، وتحتاج صبر طويل ومهارة عالية، فالمزارع هناك لا يزرع فقط منتج، بل يزرع طقس وثقافة وتجربة كاملة لسنوات. أنتجت اليابان العام الماضي حوالي ٥٣٣٦ طن من التينشا، وهذا أكثر من ضعفين ونصف إنتاجها قبل ١٠ سنوات. وزادت صادراتها ٢٥٪ عن السنة الماضية، كله بسبب -هبّـة- الماتشا.

صيف حارق ومحصول ذابل 🌾

لكـــــن في قلب كيوتو، حيث تُزرع الماتشا .. الدنيا مولعة! موجات حر شديدة ضربت المزارع، وتسببت في انخفاض الإنتاج ٢٥٪ – من ٢ إلى ١,٥ طن فقط هذا العام. فالحرارة أضعفت النمو، وأخّرت الحصاد، وبعض المحصول احترق قبل ما يكمل نموّه. والمزارعون بدأوا يتحدثون عن صيف مختلف تمامًا ومليء بالقلق.

الماتشا تحترق.. والطلب يتزايد 📈

في الجهة الثانية من العالم الكل يطلب.. من ستاربكس، إلى المقاهي الصغيرة، إلى وصفات المؤثرين على تيك توك. السوق ما يوقف، والماتشا أصبحت مشهدًا أساسيًا في عالم القهوة البديلة. لكن خلف هذا الحضور الطاغي، هناك قصة لا يراها المستهلك ..الماتشا لا يُزرع على عجل، ولا يُحضر بكبسة زر. الشجيرة الواحدة تحتاج إلى خمس سنين حتى تنضج وتنتج أوراق صالحة، ومن كل ما يُزرع فقط ٦٪ صالح ليصبح الماتشا النقي اللي تضعه في كوبك. السوق يتحرّك بإلحاح، لكن الأرض لها إيقاع آخر، وكلما زاد الفارق بين الاثنين زادت الأزمة التي لا يراها المستهلك إلا عندما يُرفع السعر.

آخر التحديـــــــثات 📣

في مزاد كيوتو الأخير، وصل سعر الكيلو الواحد إلى ٨٢٣٥ ين ياباني (يعني تقريبًا ٢٠٨ ريال سعودي) وتعتبر زيادة مرعبة بـ١٧٠٪ عن السنة اللي فاتت! وهذا أعلى من الرقم القياسي اللي انكسر في ٢٠١٦ لما كان السعر٤٨٦٢ ين ياباني ( أي حوالي ١٢٣ ريال سعودي). هذه الأرقام تجعل الموضوع أبعد من مجرد ترند. هي إشارات واضحة أن سلسلة الإمداد قاعدة تضيق، والضغط على المزارعين يكبر، ومع أن المنتجين يحاولون يوسّعون مزارعهم، فالواقع يقول إن الحقول الجديدة تحتاج خمس سنين حتى تعطي، والطلب ما ينتظر، يعني حتى لو بدأوا اليوم... الحل بعيد، والمشكلة قريبة.

مشروب الهدوء سقط في دوامة العجلة 🌪️

الماتشا اليوم وسط زوبعة اقتصادية وزراعية وثقافية. وما نعيشه الآن هو تصادم ثلاث قوى: ترند عالمي يمشي بسرعة الضوء، ونظام زراعي تقليدي يمشي على مهله، وتحوّل منتج ثقافي له قيمة معنوية إلى سلعة تُقاس بالمبيعات واللايكات. والفرق الكبير بين طبيعة الزراعة ونمط الاستهلاك هو ما يصنع الأزمة الحقيقية. أزمة ما تقدر تحلها بفلوس، لأن الوقت هو رأس المال الحقيقي هنا.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط