
التاريخ : 2025-07-03

مدة القراءة : 2 دقائق
هل شعرت يومًا بأن "محد يبرد خاطرك غيرك؟" وتأملت بلحظة صفاء سماء زرقاء وأرضًا مملوءة بأشباهك؟ لا نختلف بأنه من الصعب توكيل مهامك للغير، بالذات حين تدرك بأنه لن ينجزها أحد بجودة إنتاجك، ولا تملك الوقت لتدريب الآخرين حتى تأتمنهم على مسؤولياتك.
في حين يقلق الموظف العادي من سرقة الذكاء الاصطناعي لوظيفته، نجد المدراء التنفيذيين يدعون ويتضرعون بمقاسمة الذكاء الاصطناعي لمسؤولياتهم، ويريحهم من أعباء حمل الشركة على ظهورهم.
صديقنا سام ليانغ، الرئيس التنفيذي لشركة أوتر، من قبل أن تشرق الشمس وهو يعمل بيديه ورجليه، حتى أن شهود عيان قالوا بأنه في آخر اليوم يجف ريقه من الحديث ويكتفي بالغمز مرتين لإبداء موافقته ويكح إذا أراد الرفض. ومعظم المهام التي تستهلك سام هي مهام روتينية، لا تحتاج لعقله المتقد الذي أشعلته ستانفورد، لكنها مجرد اجتماعات متقاطعة، وموظفين يحتاجون لتوضيحاته. وبما أن سام يرأس شركة ذكاء اصطناعي، قال "أنا أولى من الغريب" وأهدى لنفسه توأم روبوتي، تطبع بأسلوبه، ودرس شخصيته، وهم الآن شبه مؤهل ليحضر اجتماعات سام بدلًا عنه، ويجيب على الأسئلة، ويفصل في النقاشات.
معظم الرؤساء التنفيذيين اليوم لديهم نسختهم الروبوتية لرمي مسؤوليتهم عليها، مثل ريد هوفمان المؤسس المشارك في لينكدان، وإريك يوان الرئيس التنفيذي لزوم، وكيث رابويس المدير في شركة رأس المال المخاطر خوسلا فينتشرز
بعضهم يستخدم توأمه الروبوتي داخل الشركة فقط لحضور الاجتماعات والترحيب بالموظفين الجدد، وآخرون يرسلونهم للتفاوض مع العملاء والمستثمرين!
نجد دارا لاجيفارديان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة Delphi لاستنساخ الذكاء الاصطناعي، وهو أحد ضحايا "تعزيز الأمهات" حيث وضع رابط نسخته الروبوتية في توقيع إيميله، حتى يتسنى لنا الحديث معه حين يرثع بنا الشوق. ولكن نسخته الروبوتيه "فاغرة شوي" فهي تهلوس كثيرًا -ما وقفت عليها- وحين سألت إذا كان لدى لاجيفارديان إمكانية الوصول إلى دردشتنا معها، أجابت بالنفي وأن المحادثة خاصة تماماً. لكن عندما سألوا لاجيفارديان قال أنه يستطيع الوصول إلى المحادثات التي تجرى مع نسخته الروبوتيه. وفسر ذلك بأنه ربما "خلل تقني".
هذه المواقف تزيد الفجوة بين الموظفين والتنفيذيين، وتُشعر الموظفين بهشاشة وظائفهم، وقلة المسائلة، لأن التنفيذي يعبث بتقنيات الذكاء الاصطناعي وهو واثق بأهميته للشركة، على عكس الموظف الذي قد يفقد وظيفته إذا تسبب بخطأ.. أو تطور الذكاء الاصطناعي!
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
