نحن مبرمجون نفسيًا على الشعور بالإهانة بسهولة

التاريخ : 2025-05-06

مدة القراءة : 2 دقائق

في مشهد عادي، يمر تعليق عابر، نظرة مشكوك فيها، أو نبرة رمادية، ويبدأ دماغك في نسج سيناريوهات مختلفة.

ما قاله الآخرون قد لا يكون جارحاً، لكن تفسيرك قد يكون قاسياً بما يكفي ليوقظ شعوراً قديماً، أو جرحاً ما زال طرياً.

دماغك لا يحب المجاملة

الدماغ البشري مهيأ لتضخيم السلبية. يسمونها في علم النفس "الانحياز السلبي"، أي أن كلمة جارحة واحدة تظل عالقة، بينما مئة كلمة طيبة تمر مرور الكرام. يقول د. ريك هانسون: "دماغك مثل الفيلكرو (لاصق قماشي ذو وجهين) مع التجارب السلبية، وتيفال مع الإيجابية."  لهذا السبب، انتقاد صغير يمكن أن يطفئ فرحة يوم كامل.

تعليق واحد… يكفي ليوم سيئ

تخيل أنك نشرت صورة. عشرات الإعجابات، قلوب، تفاعلات لطيفة، ثم يأتي تعليق واحد “غريب" وفجأة، تتلاشى كل المجاملات. تحاول أن تفتح التعليق ١٠ مرات. تفكر: هل يسخر؟ هل يقصدني؟ وتبدأ الدوامة.

السبب ليس فقط في التعليق، بل في التحيز التأكيدي داخل دماغك. إن كنت تحمل شكًا داخلياً، سيبحث دماغك عن أي دليل خارجي يؤكده.

العار والذنب: المغناطيس الخفي

الكلمات لا تؤذي وحدها. لكنها تلتصق إذا وجدت في داخلك شعوراً قديماً بالذنب أو العار. العار، كما تشرحه الباحثة برينيه براون، هو: "الشعور المؤلم بأننا لا نستحق الحب والانتماء." لهذا السبب، ما يمر مرور الكرام عند شخص، قد يجرح آخر بشدة. فالجرح موجود، والكلمة فقط أعادت فتحه.

ثلاث أفكار تعيد برمجة عقلك

لكي تتحرر من دائرة الحساسية المفرطة والاستفزاز السريع، تحتاج إلى "إعادة تشغيل ذهنية". وهذه ثلاث أدوات بسيطة: - راقب صوتك الداخلي: ما الذي قلته لنفسك؟ هل هو حقيقي؟ أم أنك تبني سيناريو من خيالك؟

  • غيّر السرد: هل يمكن أن تكون الكلمة بريئة؟ هل كان التعليق فضولياً لا ساخراً؟

  • بدّل التركيز: لا تحبس نفسك في دوامة تعليق سلبي واحد. افتح عينيك على الصورة الكاملة، وتجاهل ما لا يستحق الانتباه، وركّز على كل ما هو إيجابي.

الصورة الكبرى:

أن تفهم كيف يدخل الاستفزاز إلى عقلك، هي أول خطوة. أن تغيّر طريقة تفكيرك، هو ما يمنحك القوة. ففي كل مرة تتجاهل فيها تعليقًا سلبيًا، أو تتعامل بحكمة مع موقف جارح، فأنت تنتصر. ليس لأنك ضعيف، بل لأنك اخترت راحة بالك على حساب معركة لا تستحقها.

جريد تقول: لا أحد يستطيع استفزازك، إلا بإذنك.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط