التاريخ : 2024-01-07
مدة القراءة : 2 دقائق
لعل يوتوبيا وظيفة الأحلام والطموح المهني هما الوهمان اللذان أسرفنا بتعاطيهما كثيرًا، فغالبًا صور لنا واقع الشركات وكأنه محاكاة للحياة، والنجاح فيه مرادف لتحقيق الذات، لذا لو كنت تحلم بوظيفة ما، اسمح لنا بمساعدتك بخفض سقف توقعاتك ورش أحلامك بغبار الواقعية، ومشاركتك بعضًا من تجارب الموظفين السابقين.
الناجي من شركات التقنية، الهارب من أمازون، نافديب سينغ يقول: "اهررربووواا"! نافديب هو مهندس برمجيات سابق في أمازون، خلال شهرين نجحت أمازون بتحويل صحته العقلية لـ"مقلقل"، قال في ملخص تجربته بأن أمازون كانت "حاشرته" بمواعيد التسليم، ولم يتلقَ الإرشاد الكافي وكان يُعامل وكأنه يمتلك سر الكون وإجابات العالم، لم يكن إرتكاب الأخطاء خيارًا مطروحًا على الطاولة حتى، وحركة التوظيف السريعة جعلته يقارن نفسه باستمرار بالموظفين الجدد.
الناجية من قطاع البنوك، الهاربة من جي بي مورغان، زافييرا هو تقول: "الفرار الفرار": كانت زافييرا تحلم بقطاع الأعمال، حتى نالت مناها وأصبحت محللة مالية في جي بي مورغان، كان تصورها عن المنصب أن تكون تحصل علي تقدير، يمكنها توظيف مهارتها في انجاز العمل، لكنها صدمت بالواقع، وبأنها مجرد عجلة في ترس، لا يود أحد سماع أفكارها التحولية، وبأن البيئة بيروقراطية، تمتص روحها، عليها أن ترد على مكالمات العملاء في أي وقت "وتنجز شغلها بدون فلسفة".
الناجية من قطاع الاستشارات، الهاربة من ماكينزي، أنجلينا لو تقول: "لهني ستوب": أنجلينا كانت من عباقرة قطاع الاستشارات، لكن سرعان ما تحول الحلم لكابوس، فقد ودعت حياتها لحظة توقيع العقد، كانت تعمل ل١٥ ساعة يوميًا، وفي أقل الحالات ١٢، وتستقيظ قبل الديك للحاق برحلات الطيران لمقابلة العملاء، وفي النهاية "وصلت معاها" وانتقلت لوظيفة براتب أقل في شركة ناشئة، لعيون الراحة النفسية.
الناجي من قطاع المالية، الهارب لصناعة المحتوى، فينسنت تشان يصبح مبشرًا: كان العمل في القطاع المالي هو وظيفة الأحلام بالنسبة لفينسنت، لكن الواقع سقط على توقعاته وهشمها، فبيئة العمل لم تكن غير داعمة فحسب، بل كانت طفولية، والتنافس والغيرة أساسها، وكل شخص يحاول الإطاحة بالآخر في سبيل الزيادة أو الترقية في محاكاة لحياة الغابة، في النهاية استقال من وظيفته لصناعة المحتوى على تيكتوك ويوتيوب.
لعل الخطوة الأولى هي التخلي عن صنم "وظيفة الأحلام" واستبدالها بعدة خيارات تكون الأنسب لفترتك الحالية، وتذكر بأن الشركة ليست "أهلك".