التاريخ : 2023-10-26
مدة القراءة : 2 دقائق
حين ظهر الذكاء الإصطناعي لعالمنا اليوم، وكشف عن تفاصيل قدراته وإمكانياته، "انهبل" عدد لا بأس به من مستثمري رأس المال الجريء؛ فآخر مرة شعروا بأنهم على أعتاب ثورة تكنولوجية كانت أيام ترقب إصدار الجوالات، لعل توقهم لتدفق الأدرينالين قادهم لدفع مليارات الدولارات "على عماها" إلى حد ما.. ولكن بشكل محايد، ما هي مخاطر الاستثمار بشركات الذكاء الإصطناعي اليوم؟
قبل أن تذهلنا النتاج الإبداعي أو القرارات المنطقية للذكاء الاصطناعي، علينا أن نتذكر بأنه ليس إلا نتيجة تدريب قائم على المحاكاة، والتخمين بالاحتمالات. فعلى سبيل المثال لم يكن الذكاء الاصطناعي سيتمكن من الرسم لولا حشو المبرمجين لسيل من الرسومات البشرية فيه، ليدرسها ويحللها ويفهم ما هو الرسم أولًا قبل أن يبرع فيه. وقس على ذلك.
بعيدًا عن جدالات الأخلاقية، كثير من هذه الأعمال التي استخدمت لتدريب الذكاء الإصطناعي تعود في الأصل لنتاجات محمية بموجب الحقوق الفكرية، والآن العديد من مالكي الحقوق الفعليين بطريقهم للمحاكم، على رأسهم شركة موسيقية رائدة.
لو تكللت دعوى قضائية واحدة بالنجاح، فمن المتوقع أن تستمر الدعاوى طلبا للتعويضات المادية، و التي قد تضعف إن لم تفلس شركات الذكاء الإصطناعي ، والمصيبة الأكبر أن معظم هذه الشركات لا تزال في مرحلة البحث والتطوير وقد جمعوا مليارات الدولارات من جولاتهم الإستثمارية، لكن تكاليف الحوسبة وحدها تستنزف ميزانياتهم، وتدريب الذكاء الإصطناعي يتطلب كمًا مهولًا من البيانات، لو حاولت أي شركة شراء حقوق كل فكرة قبل استخدامها "عز الله ما خلصوا".
يدافع فريق الحقانيين عن الإبداع البشري، ويرون استخدام الذكاء الإصطناعي في العمل الابداعي جريمة لا تغتفر، وقد صرّح جيسون بيترسون، الرئيس التنفيذي لشركة GoDigital Media Group، "إن استخدام هذا النسخ للتخزين في تدريب الذكاء الاصطناعي يعتبر انتهاكًا واضحًا لحقوق الملكية الفكرية وسيتم معاقبته قانونيًا". لكن الفريق الآخر "باردين شكل مو طبيعي" فأغلب المستثمرين مطمئنين رغم وجود أموالهم على المحك، حتى أن أحدهم قال فيما معناه: "على بالكم ما عندنا محامين نستشيرهم قبل لا نستثمر؟".
قد يكون المختصين في الذكاء الاصطناعي بعيدين عن إنتاج المادة الإبداعية، من رسم، عزف، كتابة، و التي تعتمد على التجربة الشخصية، فهم يرون الأمر لا يعدو أن يكون مجرد محاكاة لمادة موجودة مسبقا.