هل يحق للشركات استخدام محتوى المبدعين لتدريب AI?

التاريخ : 2025-04-21

مدة القراءة : 2 دقائق

عندما نشر جاك دورسي تغريدته القصيرة: "احذفوا كل قوانين الملكية الفكرية"، ورد عليه إيلون ماسك بالموافقة، بدا المشهد وكأنه توافق عابر بين رموز التقنية.

لكن الردود أظهرت أن خلف هذه العبارات المقتضبة صراعًا حقيقيًا حول من يملك المستقبل: هل سنعيش في بيئة مفتوحة تُتشارك فيها المعرفة، أم سنستمر في حماية الإبداع الفردي بالقوانين؟ 

الموهبة للإنسان والربح للشركات

الذكاء الاصطناعي لا يتعلم من فراغ، بل يتغذى على ملايين الأعمال التي أنتجها البشر: كتب، مقالات، موسيقى، لوحات فنية.

والسؤال وسط هذا المشهد: هل يحق للشركات استخدام هذا المحتوى لتدريب نماذجها بدون إذن؟ صحف كبرى مثل نيويورك تايمز رفعت دعاوى ضد "OpenAI"، وكتّاب وفنانون يقاضون "Meta" لقرصنة أكثر من ٧ ملايين كتاب! البعض يرى أن هذه الممارسة تشبه التنقيب عن الذهب في مناجم الآخرين، دون حتى التفكير في تعويضهم. ومع أن القانون ما زال يحاول اللحاق بالتطور التقني، فإن غياب الوضوح المستمر يهدد بتحويل الإبداع الإنساني إلى وقود مجاني لنماذج الذكاء الاصطناعي.

استغلال المبدعين باسم الابتكار

  • تنطلق من رؤية متعارف عليها في وادي السيليكون: أن القوانين تعيق الابتكار، وأن العالم سيكون أفضل لو تُرك للمبرمجين ورواد الأعمال حرية كاملة في التجريب والتخريب على المنافسين.لفكرة التي يدافع عنها ماسك ودورسيا

  • لكن هذه الحرية المطلقة قد تكون غطاءً لهيمنة جديدة، حيث تستفيد الشركات الكبرى من المحتوى المفتوح دون أن تُسأل عن المقابل. تخيل إزالة الحد الأدنى للأجور في عصر المصممين والمبرمجين والكتّاب؛ من سيحمي هؤلاء من التحوّل إلى مصادر بيانات فقط؟ فتح الباب بالكامل قد يُسرّع عجلة التطور، لكنها قد تدهس في طريقها من لا يملكون الموارد الكافية للدفاع عن أنفسهم.

التشريعات متفرقة

بينما تتسابق الدول لمواكبة الطفرة التقنية، تتباين ردود أفعالها تجاه قضية الملكية الفكرية. المملكة المتحدة، مثلًا، تدرس منح الشركات حرية استخدام المحتوى ما لم يطلب صاحبه غير ذلك، في حين تسير أوروبا في اتجاه أكثر حذرًا لحماية حقوق المبدعين. هذا التباين يُنذر بمستقبل من "تشريعات متضاربة"، حيث يختلف التعامل مع الذكاء الاصطناعي من دولة لأخرى. لكن الأهم من ذلك: هل نرغب فعلاً في عالم تُبنى فيه ابتكارات الغد على حساب إبداع الأمس؟

الصورة الكبرى:

معركة "حذف قوانين الملكية" ليست قانونية فقط، بل ثقافية وأخلاقية. وهي باختصار معركة ضد روح الاقتصاد القادم.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط