التاريخ : 2023-10-24
مدة القراءة : 2 دقائق
يشيع في الثقافة المحلية المثل القائل "جاور السعيد تسعد"، ويضاف عليه أحيانا للإتمام الفكرة "جاور التعيس تتعس"، عند النظر في هذه الأمثال نجد أنها تصور السعادة والتعاسة كعدوى ستصيبك وتؤثر عليك بناء على موقعك ونوعية الأشخاص القريبين منك.
مع بداهة الفكرة وشيوعها في الواقع وإيمان الكثيرين بها بشكل لا واع، إلا أننا قد نغفل عنها، خصوصا عندما لا نملك تصور كاف عن ماهية ونوعية من نجاورهم خصوصا في العمل. دفعت هذه الفكرة باحث يدعى ديلان ماينور للقياس حجم الأثر الذي يخلفه جلوسك بجانب أشخاص ذو أداء وحضور عالي (High preference) والأشخاص التعيسين أو السامين (Toxic).
درس ديلان أثر جلوس الموظفين الجيدين والساميين على زملائهم في مساحة نصف قطرها ٧ متر في العمل، وخلص الى أن جلوسك بجانب الأشخاص الجيدين في العمل قد يرفع انتاجيتك لما يصل ل ١٥٪، وفي المقابل جلوسك بجانب الأشخاص السامين من الممكن يقللها بما يصل ل ٣٠٪.
من غير الممكن التقليل من الأثر الذي يخلفه التعرض لأحاديث وردود فعل شخص تجلس بجانبه يوميا، وحتى لو كنت قادراً على تجنب تأثيره، إلا أن هناك تطبيعا يحصل مع شخصيته. فإذا كنت تتعرض لتذمره اليومي من العمل والحياة، حتى لو كنت تختلف معه ،إلا أنها ستجعل هذه السوداوية أمرا طبيعيا بالنسبة لك.
يجب على المدراء عدم الاستهانة بالأثر الواقع من هذه التفاصيل البسيطة، فمن الممكن أن تقوم الشركة برفع ربحيتها وزيادة إنتاجية موظفيها من خلال إعادة تشكيل أماكن جلوسهم فقط.