التاريخ : 2023-05-17
مدة القراءة : 2 دقائق
نتخيل غالباً الحياة السعيدة كحياة مملوءة بالمشاعر الإيجابية وحدها، لكن إذا نظرنا للحياة بمنظور متوازن، وبالرغم من ثقل وطأة المشاعر السلبية إلا أنها جزء لا يمكن تجاهله من التجربة الحياتية. يمكن لأي إنسان أن يجد سبيلًا لتقليل ثقل المشاعر السلبية مما يمر به، لكن لن يستطيع أن يقضي عليه تماماً، ما نحتاجه هو المقاومة لا الهروب، أن نخلق ابتسامة أمام الألم، لا أن نغمض عيوننا في حضرته، فحسب لوري غوتليب: "التجنب ليس إلا طريقة مبسطة للتأقلم عبر عدم التأقلم".
أدمغتنا مبرمجة على العيش في جماعات لا تزيد عن ١٥٠ فرداً، لذا فالمدن الحديثة تضعنا تحت ضغط إدراكي وعاطفي مفزع. إضافة إلى أن العيش في وسط بيئة لا نملك سيطرة عليها -لا يمكنك فض الزحام عنوة أو إيقاف إزعاج السيارات- من شأنه رفع هرمون الإجهاد، بالإضافة لوجود دراسات تربط بين السكن في المباني الشاهقة وشعور الإنسان بالعجز.
٢١٪ من الأشخاص الذين يعيشون في المدن أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق.
٣٩٪من الأشخاص الذين يعيشون في المدن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
غالبًا ما يرتبط وقت الفراغ بالراحة والبهجة، صحيح أنه من الممكن أن تشهد سعادتك ارتفاعاً خلال أول ساعتين فارغة في يومك لكنها تستقر بعد ذلك، إلى الساعة الخامسة، بعدها ستكون الثواني نكالًا لا نهاية له. فقد أشار المحلل النفسي إيريك فوم لهذا الموضوع حين قال: "يعتقد الرجل المعاصر أنه يخسر شيء ما عندما لا يقوم بالأمور بسرعة، غير أنه لا يعلم ما هو فاعل بالوقت الذي يكتسبه سوى قتله!". بالتأكيد يختلف الوضع، إذا تعاملت مع وقت الفراغ بالتواصل مع العائلة والأصدقاء وممارسة الأنشطة التي تبهجك.
لحظة الوصول ليست إلا "لحظة"، لذا مهما حققت من إنجازات مهنية ،سيخفت شعور الإنجاز بعد فترة ويظهر سؤال: ماذا بعد؟ وهكذا لو عولت على النجاح المهني لإسعادك، ستركض طوال العمر خلف سراب.
قد يكون سلوك تجنب الآخرين مريحاً على المدى القريب، فهو يبعدنا عن متطلبات العلاقة، لكن على المدى البعيد، سيكون تأثيره سلبياً، العلاقات ما عدا السمية منها، ضرورية للحياة السعيدة، كما قيل " الجنة بدون ناس، ما تنداس"، والتودد مع الآخرين سواء كانوا من معارفنا أو غرباء، من وسائل السعادة.
البذخ إنفاق المال على التجارب بدلًا من الماديات، من شأنه أن يجعلك أكثر سعادة.