
التاريخ : 2025-12-07

مدة القراءة : 2 دقائق
في عالم يسابق الزمن نحو الإنجاز، يندر أن يتوقف أحد لتقدير جمال اللحظات الأولى. لكن الحقيقة البسيطة هي: لا يمكنك أن تكون مبتدئًا سوى مرة واحدة فقط. سواءً كنت تتعلم مهارةً جديدة، تبدأ وظيفة مختلفة، أو حتى تدخل مرحلة الأبوّة لأول مرة، فإن البدايات تحمل في طيّاتها ثراءً لا يُعوّض.
العديد من المبتدئين يحاولون الانزواء بعيدًا عن الأنظار، خوفًا من ارتكاب الأخطاء أمام الآخرين. لكن هذا العزوف قد يحرمهم من أهم أدوات التعلّم: الدعم الاجتماعي. فحين تسأل، تتعثر، وتحاول، فإنك تبني روابط تساعدك على النمو. لا تحاول أن تبدو خبيرًا، بل كن مبتدئًا جريئًا.
في بداية أي رحلة تعلّم، هناك تحسّنٌ سريع يُعرف بـ"Newbie Gains". هو الوقت الذي تتقدم فيه بسرعة، لأنك تبدأ من نقطة الصفر. لكن هذه المرحلة لا تدوم، ولن تتذكرها كما هي لاحقًا. دوّنها، سجّل مشاعرك، صوّر تقدّمك. نفسك المستقبلية ستشكرك عندما تستأنس بها بين العقبات.
البدايات محاطة بملايين المقالات، والدروس، والفيديوهات المصممة خصيصًا لك كمبتدأ. خُض تجربة الاستكشاف، واستفد من هذا الزخم. حتى وإن شعرت أن تقدمك غير أنيق وعشوائي، فهذا هو الطبيعي. التعلم الحقيقي نادرًا ما يكون دون مطبات.
قد تكون جديدًا في هذه المهارة تحديدًا، لكنك لست جديدًا في التعلّم. لديك تجارب سابقة، تعرف أنماطك، وتدرك ما يناسبك وما لا يناسبك. هل تختبر نفسك بالامتحانات؟ هل تتعلّم عبر التطبيق العملي؟ أم تحتاج إلى رفيق ليخفف تعب الطريق؟ استثمر هذه المعرفة الذاتية لتسريع خطواتك الجديدة.
المحتوى الجميل لا يعني دائمًا أنه مفيد، وكثرة المصادر لا تعني تعلمًا أسرع. فيديوهات الشرح الممتعة - على تيكتوك مثلًا - قد تجعلك تشعر بأنك تتقن ما لم تتعلمه بعد. المشاهدة دون وعي وتطبيق لا تعوّض عن الممارسة الفعلية. استمتع بالمشاهدة، لكن لا تعتمد عليها وحدها.
كل رحلة تتخللها لحظات لا تُنسى. لا تستعجل عبورها فقط لتصل إلى القمة. عش هذه اللحظات، بكل إخفاقاتها وإنجازاتها. كيف تريد أن تتذكر نفسك في البدايات؟ ما القصة التي سترويها لاحقًا؟ هنا قصة تستحق التأمل والتذكر، لا التجاوز.
في النهاية، كونك مبتدئًا ليس ضعفًا، بل امتياز. فكل خبيرٍ كان مبتدئًا مثلك تمامًا. كل الحكاية، أنه استمتع بقصته، منذ البداية.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
