مؤتمر تبادل خبرات الموارد البشرية ٢٠٢٥م

التاريخ : 2025-11-10

مدة القراءة : 3 دقائق

في عام تتقاطع فيه القرارات بين الإنسان والآلة، تتغير معادلة القيادة داخل إدارات الموارد البشرية. لم يعد السؤال: هل نستخدم الذكاء الاصطناعي؟ بل أصبح: كيف نحكمه دون أن نفقد البعد الإنساني؟ ومع انتقال المؤسسات نحو قرارات مؤتمتة تعتمد على البيانات، تدخل الموارد البشرية مرحلة جديدة بأن لا تكتفي فيها بتبنّي التقنية، بل بصياغة حدودها الأخلاقية وضمان أن يبقى الإنسان في مركز القرار، لا على هامشه.

الذكاء الاصطناعي يصبح نظام التشغيل للموارد البشرية

تشير بيانات Gartner ٢٠٢٥م إلى أن كبار مديري الموارد البشرية (CHROs) يخططون لتسخير الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في الموارد البشرية وإعادة تشكيل العمل في عصر الإنسان والآلة ضمن أهم أولوياتهم لعام ٢٠٢٦م. وفي نسختها الجديدة من بوابة "الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية"، توضّح Gartner كيف ستتولى الأنظمة الذكية قريباً تحليل المواهب، ونمذجة القوى العاملة، والتنبؤ باحتياجات الدعم، شرط أن تبقى المساءلة والشفافية حاضرتين في كل مرحلة. أما تقرير SHRM لعام ٢٠٢٥م فيُظهر أن أغلب الشركات الكبرى تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في التوظيف وتقييم الأداء. حيث التحدي لم يعد في الوصول إلى التقنية، بل في ضمان جودة بياناتها وعدالة استخدامها.

إعادة تعريف العمل بين الإنسان والآلة

تشير Gartner إلى أن المؤسسات تعيد تصميم الوظائف ضمن "سير عمل هجين" يحدد بوضوح أين تعمل الخوارزميات، وأين يبقى القرار للإنسان. فغياب هذا التوازن قد يحوّل التحول الرقمي إلى عبء إداري بدل أن يكون فرصة كفاءة. كما تُظهر بيانات SHRM لعام ٢٠٢٥م أن ميزانيات تقنيات الموارد البشرية في ارتفاع، لكن كثيراً من المؤسسات ما زالت تفتقر إلى أطر تنظيمية لإدارة التعاون بين الإنسان والآلة. أما المؤسسات المتقدمة، فقد بدأت تضمّن المراجعات الأخلاقية وخطط إعادة التدريب ضمن تصميم القوى العاملة نفسها.  

القيادة والثقافة تحت المجهر

وفقاً لتقرير Gartner فإن أقل من نصف قادة الموارد البشرية يؤمنون بأن ثقافة مؤسساتهم الحالية تدعم الأداء. وتوصي الشركة بقياس "صحة الثقافة" ومساءلة القادة على نموذج التكيّف والتعلّم المستمر. في المقابل، تُحذر SHRM من أن الاتصال الإنساني يواجه خطر التراجع. فمع دخول الذكاء الاصطناعي إلى عمليات التوظيف والتغذية الراجعة، يجب أن تبقى القدرة على التعاطف معياراً يمكن قياسه لا مجرّد قيمة معلنة.  

دليل القيادة لعام ٢٠٢٦م: التقنية لا تُدار بالعاطفة فقط

القادة المستقبليون هم من يجمعون بين حوكمة التقنية وحفظ البعد الإنساني، حيث توصي Gartner وSHRM بخطوات محددة: - بناء هيكل واضح لحوكمة الذكاء الاصطناعي، يتضمن نقاط تدقيق ومراجعة أخلاقية. - إعادة تصميم سير العمل لتوضيح التعاون بين الإنسان والآلة وإعادة تدريب الفرق. - ربط تقييم القيادة بنتائج التحول لا بعدد العمليات المنجزة. - قياس الثقة والعدالة والشمولية بنفس الصرامة التي تُقاس بها الإنتاجية.  

أين يتجه القادة الآن؟ 💼

هذه المحاور ستكون في صميم مؤتمر HRX Indonesia ٢٠٢٥م الذي سيعقد في ٢٦ نوفمبر المقبل، حيث سيجمع المؤتمر نخبة من مديري الموارد البشرية والمبتكرين في تكنولوجيا الأفراد لمناقشة حوكمة الذكاء الاصطناعي وثقافة الأداء والقيادة الشاملة. وفي عالم تتقاطع فيه القرارات بين الإنسان والآلة، سيكون المؤتمر منصة لتجربة واقعية حول كيف يمكن للقيادة أن تبقى إنسانية حتى في عصر الخوارزميات.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط