
التاريخ : 2025-10-29

مدة القراءة : 2 دقائق
في خطوة تُظهر مدى تحول بيئات العمل مع تطور التكنولوجيا، أعلنت جي بي مورغان تشيس أنها ستسمح لموظفيها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في كتابة تقييمات الأداء السنوية. بينما يخشى الكثيرون من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الوظائف، يجد الموظفون هنا فرصة لتخفيف عبء مهامهم الإدارية وتوفير وقت ثمين يمكن استثماره في مشاريع أكثر إبداعية.
الآلية بسيطة لكنها مبتكرة: يمكن للموظف إدخال نقاط رئيسية حول أداء السنة الماضية، أهدافه، والملاحظات التي يريد تضمينها، ويقوم الشات بوت الداخلي للبنك بصياغة مسودة للتقييم. بحسب Boston Consulting Group، استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة مثل هذه التقييمات يمكن أن يقلل من وقت الكتابة بنسبة تصل إلى ٤٠٪ .. مثال عملي: إذا كان الموظف يقضي عادة ساعة كاملة في صياغة أهداف غامضة للعام المقبل، فإن الأداة توفر له ٢٤ دقيقة إضافية يمكن استثمارها في العمل الإبداعي، أو حتى مجرد أخذ استراحة للتجديد الذهني.
بالرغم من الفوائد الكبيرة، حددت جي بي مورغان قيودًا صارمة لضمان الاستخدام المسؤول: - لا يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات الرواتب والترقيات. - يبقى الموظف مسؤولًا عن المراجعة النهائية للتقييم، أي أن النسخ واللصق لا تعفيه من مسؤولية التدقيق الشخصي. هذه الضوابط تأتي في إطار استثمار البنك السنوي الضخم في الذكاء الاصطناعي، حيث يبلغ حوالي ٢ مليار دولار سنويًا. وحسب تصريحات جايمي ديمون، الرئيس التنفيذي للبنك، هذا الاستثمار قد أدى بالفعل إلى تحسين الكفاءة وخفض التكاليف، بما في ذلك تخفيض بعض الوظائف الإدارية المتكررة.
أحد أبرز الفوائد التي يشير إليها الخبراء هي التقليل من التحيز البشري في التقييمات. استخدام الشات بوت قد يؤدي إلى توحيد أسلوب كتابة الملاحظات وتقليل الشعور بـ"المحاباة" أو التفضيل الشخصي. في بيئة مثل وول ستريت حيث العلاقات الشخصية وطبيعة العمل التنافسية تجعل من التقييم العادل قضية حساسة، توفر هذه التقنية وسيلة لتقليل الاحتكاك وتحقيق نوع من الشفافية.
هذه المبادرة تعكس توجه أكبر نحو دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات الإدارية اليومية. فبينما يرى البعض في الذكاء الاصطناعي تهديدًا للوظائف التقليدية، نجد أن الشركات الكبرى تبحث عن توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز إنتاجية الموظفين وتحسين تجربة العمل.
جي بي مورغان تقدم مثالًا حيًا على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعيد تشكيل بيئة العمل: - تخفيف عبء العمل الروتيني على الموظفين. - تعزيز العدالة والشفافية في التقييمات. - خلق فرص للاستثمار الإبداعي في المهام عالية القيمة. - دمج الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة بدلًا من منافس للموظف. الأمر الأهم هنا أن البنك لم يترك القرار النهائي للآلة، بل حافظ على المسؤولية البشرية، مما يجعل هذه التجربة نموذجًا متوازنًا بين التقنية والعنصر البشري.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
