
التاريخ : 2025-10-23

مدة القراءة : 2 دقائق
كل صباح، بعد الاستيقاظ مباشرة، يفتش كل منا عن هاتفه المحمول ليطمئن على "الستريك"، ثم يأخذ جولته المعتادة في مواقع التواصل، ثم يتذكر، وينهض من السرير.
قبل ثلاثة أيام، لم تكن هذه الجولة ممكنة؛ فقد انقطعت خدمات Amazon Web Services، أكبر مزود للحوسبة السحابية في العالم، وتوقفت آلاف المواقع والخدمات التابعة لشركات ضخمة مثل واتساب وزوم، وبعض المؤسسات المالية حول العالم.
ما حدث لم يكن مجرد خلل عابر في نظام تقني، بل تجربة عملية كشفت مدى اعتماد الاقتصاد العالمي على البنية الرقمية، ومدى هشاشتها رغم ضخامة حجمها، وبحسب موقع Downdetector، واجه أكثر من ١١ مليون مستخدم مشكلات في أكثر من ٢٥٠٠ شركة، وتم اعتبار هذا الانقطاع أكبر انقطاع لـ AWS خلال عام ٢٠٢٥م. رغم أن أمازون أعلنت عن استعادة الخدمات، إلا أن بعض المواقع بقيت تعاني من تبعات العطل لساعات طويلة، وهذا مؤشر واضح بأن انهيار حلقة واحدة في السلسلة الرقمية قادر على إرباك منظومة اقتصادية بأكملها.
تعتمد معظم الخدمات اليوم، من التواصل والدفع والترفيه، على ثلاث شركات فقط: أمازون، جوجل ومايكروسوفت، هذه الشركات تشكّل ما يمكن وصفه بـالعمود الفقري للإنترنت الحديث. سابقاً كانت الشركات تملك مراكز بياناتها الخاصة، وخلال العقد الماضي تحوّل العالم إلى نموذج الاستعانة بالبنية السحابية المشتركة، لأنها أرخص وأكثر كفاءة، والنتيجة؟ هذا التحول جلب معه مخاطر المركزية: بمعنى أن خللًا واحدًا في مركز بيانات واحد يمكن أن يعطل آلاف الأنظمة في لحظة واحدة.
"إن ما يميز المرحلة الحالية ليس كثرة الأعطال، بل اتساع أثرها، في الماضي، كان تعطل موقع شركة واحدة لا يؤثر إلا عليها، أما اليوم فعطل واحد يمكن أن يوقف العالم."
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
