التسويف العكسي: خدعة الإنجاز المبكر

التاريخ : 2025-10-13

مدة القراءة : 2 دقائق

كلنا نعرف "التسويف" أو تأجيل المهام إلى آخر لحظة وعيش توتر الدقيقة ٩٠. بس فيه نوع ثاني، يشبهه بالاسم ويعكسه بالفعل: ناس ما تقدر تنتظر أصلاً، وتبدأ أول ما توصلها المهمة، لتعيش نشوة كلمة "تم".  هذا السلوك يسميه العلم Precrastination أو التسويف العكسي.

ماهو التسويف العكسي؟

هو ميل نفسي يخليك تبدأ وتنجز قبل الوقت، ليس بدافع الحماس وإنما بدافع التخلّص من عبء المهمة نفسها. لذلك من يعيش التسويف العكسي يحس إن وجود العمل في "قائمة الانتظار" عبء ثقيل، فيبدأ بالعمل مباشرة علشان يرتاح، حتى لو كانت السرعة على حساب التفكير أو الدقة.

الدراسات تقول:

دراسة حديثة من جامعة شمال جورجيا نشرت في عام ٢٠٢٥م توضح أن كثير من الموظفين يعيشون ما يمكن تسميته بـ قلق المهام المعلّقة. فبمجرد ما توصلهم مهمة جديدة، يبدأونها فوراً، وكأن وجودها في قائمة الانتظار عبء نفسي لازم يتخلصون منه.

الباحثون لاحظوا أن التسويف العكسي يمشي بثلاث مراحل: 1. البدء الفوري: أول ما توصله المهمة يشتغل، بدون تخطيط ولا تهيئة. 2. التقدّم السريع: ينفذها بسرعة كأنه في سباق مع الوقت. 3. الإنجاز المبكر: يسلمها قبل الموعد بزمن طويل.

التوتر المتنكر بثوب الانضباط

اللي يبدأ بدري دائماً يبان كأنه المثل الأعلى في الانضباط، لكن الدراسة تقول أن الصورة أحياناً خادعة، حيث إن الإنجاز المبكر قد لا يكون نابع من تنظيم، بل من توتر وقلق. ونتيجة لذلك فالسرعة قد تعطي راحة لحظية، لكنها أحياناً تسلب جودة العمل. لأن اللي ينجز قبل ما تتضح الصورة، ممكن يسبقها ويغلط قبلها.

نتائج الدراسة 🔍

طور الباحثون مقياساً للتسويف العكسي وجربوه على أكثر من ٧٠٠ موظف من قطاعات مختلفة، وقد خرجت الدراسة بنتائج مثيرة: - الأشخاص ذوي الضمير الحي وذوي المبادرة العالية هم الأكثر تسويفاً عكسيًا.

  • التسويف العكسي مرتبط بـ رضا وظيفي أعلى، وانخراط أكبر في العمل، وولاء أقوى للمنظمة.

  • التسويف العكسي لا يحسّن الأداء الفعلي دائماً، بل يتداخل معه سلباً في بعض الأحيان.  

الصورة الكبرى 🧭

التسويف العكسي ليس مجرد سلوك شخصي، بل هو مرآة لثقافة كاملة تعيش على السرعة. ففي بيئات العمل الحديثة، أصبح الإنجاز السريع يُكافأ أكثر من الإنجاز المتقن. لذلك وفي ظل عالم يمجد السرعة، أصبح التأني رفاهية فكرية. ولنتذكر أن الجودة ما تنولد من العجلة، بل من التوقيت الصحيح.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط