المكان الثالث: رحلة البحث عن الألفة

التاريخ : 2025-09-18

مدة القراءة : 2 دقائق

المكان الذي تجد نفسك عائدًا إليه يومًا بعد يوم، حتى تصبح جزءًا منه، هو مكان تجد فيه الألفة، وتحاوطك جدرانه بإحساس عميق بالدفء، فالباريستا حافظ طلبك، والمكان رحب وشرح، تلتقي به مع نفسك أو أحبابك، سواء للمتعة أو تعمل.  ولكن، ما الذي يدفعنا لخلق مكانٍ ثالث يكفل لنا هذه المشاعر؟ بعد الجائحة، أصبح البحث عن “أماكن ثالثة” بعيدًا عن البيت والعمل، أكثر من رفاهية؛ صار ضرورة حقيقية للعديد من الناس، عالميًا ومحليًا على حد سواء. فالعزلة في المنازل أثّرت على مهاراتنا الاجتماعية، وقلّصت قدرتنا على الاستمتاع بالحياة خارج البيت، رمسية العمل تقيد حركتنا، المكان الثالث أصبح مساحة مهمة، حيث يمكننا أن نجد تواصلًا صادقًا، دفء، وراحة نفسية.

صاغ عالم الاجتماع راي أولدنبرغ هذا المفهوم ووصفه بأنه “مكان للانتماء” بعيد عن ثقل الأماكن الأخرى، مكان عمومًا للتخفف. و وفقًا لتقرير من Harvard Business Review يشير إلى أن فقدان الأماكن الثالثة يضعف الروابط الاجتماعية.

الظاهرة عالميًا

• في هونغ كونغ، تظهر الفكرة في نادي Tova، نادي بلا مقر ثابت، يرمم روحك اجتماعيًا من خلال فعاليات متنقلة، ويخليك تتعرف على وجوه جديدة بلا التزامات ولا مجهود اجتماعي مكلّف! • ستاربكس تحاول أيضًا أن تعيد تعريف نفسها كمكان ثالث، فبدأت بتجديد آلاف الفروع، وركزت على التفاصيل الدافئة مثل استخدام الأكواب الخزفية بدلًا من الورقية، بهدف إضفاء شعور حميمي على التجربة، يذكرك بدفء البيت دون ضغوطه !

**محليًا : في السعودية، حرب الهبات، المكان الثالث، اللاين! **

أما في المملكة، فقد بدأ الشباب يجدون نسخهم الخاصة من هذه المساحات.. في الرياض والمدن الكبرى، ظهرت مساحات عمل مشتركة و“Social Hubs” تجمع بين الترفيه واللقاء الاجتماعي. والمقاهي أصبحت جزءًا يكاد ألّا يتجزأ من الروتين اليومي، سواءً عالماشي، أو وأنت قاعد.أو أثناء محاولتك لتجنب زحمة الشوارع الخانقة بعد الدوام. حتى تجربة (الهبّات)، أصبحت عنصرًا شبه أساسي لخلق لقاءات اجتماعية حقيقية و ملموسة، والأرقام تتحدث..

بالأرقام

  • قيمة سوق القهوة: تبلغ قيمة سوق القهوة في السعودية حوالي ٦ مليارات ريال سعودي، و عدد المقاهي في السعودية؟ أكثر من ٦٠ ألف مقهى.

  • عدد المقاهي في الرياض: المدينة التي لا تنام، ولا عجب حيث أنها الأكثر من ناحية عدد المقاهي بما يقارب حوالي ١٥,٠٠٠ مقهى.

  • عدد مساحات العمل المشتركة: وفقًا لمقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط في مايو ٢٠٢٣م ، بلغ عدد مساحات العمل المشتركة في السعودية أكثر من ٣٠ جهة.

الصورة الكبرى

مع كل مقهى جديد ومساحة عمل مشتركة، نتأكد معها أن الحاجة للألفة والتواصل ليست رفاهية، بل جزء أساسي من حياتنا اليومية، وأن المكان الثالث أصبح ضرورةً إنسانية لا يمكن الاستغناء عنها.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط