
التاريخ : 2025-09-17

مدة القراءة : 2 دقائق
في خطوة قد تغيّر شكل تفاعل الجيل الجديد مع التقنية، أعلنت شركة OpenAI عن تطوير تجربة جديدة ومخصصة للمراهقين على ChatGPT، الهدف منها خلق بيئة آمنة ومناسبة للعمر، توازن بين فضول الجيل الجديد… وحمايتهم من مخاطره.
بحسب الشركة، فإن التجربة الجديدة مبنية على قواعد عمرية صارمة لمن هم دون ١٨ سنة، وتُفعّل تلقائيًا في حال تعذر التأكد من عمر المستخدم، وذلك "بدافع الحذر" استنادًا إلى تقنية توقع العمر. هذه الخطوة جاءت بعد أبحاث ودعاوى قانونية بدأت تشير إلى أن استخدام الشات بوتات قد يؤثر سلبًا على المراهقين، من حيث التعلق الزائد أو التأثر العاطفي أو الاعتماد المفرط عليها.
النهج الجديد يضع الأهل في قلب منظومة الاستخدام، حيث يمكن للوالدين: - ربط حساباتهم بحسابات أبنائهم. - تفعيل أو تعطيل ميزات مثل "الذاكرة" أو سجل المحادثات. - تلقي تنبيهات في حال استشعر النظام حالة نفسية حساسة لدى المراهق. - تحديد "ساعات حظر" تمنع استخدام الأداة في أوقات معينة. هذه الضوابط تمنح العائلة دورًا رقابيًا مرنًا دون إقصاء الأبناء عن أدوات المستقبل.
رغم قوة التقنيات التي طورتها OpenAI، يظل التحدي الأكبر في إقناع المراهقين بربط حساباتهم بحسابات الأهل. الجيل الجديد أكثر وعيًا وذكاءً تقنيًا، ويعرف طرق الالتفاف على الحواجز. ولهذا، لا يكفي بناء أدوات محمية، بل يجب بناء ثقة متبادلة.
لأن الذكاء الاصطناعي لم يعد فكرة نظرية أو أداة مساندة، بل أصبح عنصرًا يوميًا في حياة الشباب. والأسئلة الأخلاقية التي يطرحها هذا الواقع لا تخص المهندسين وحدهم، بل تشمل العائلة، والمدرسة، والمجتمع بأكمله.
الذكاء الاصطناعي قاعد يتطور بسرعة، ومهما حاولنا نوقفه أو نؤجله، بيظل حاضر في واقعهم ومستقبلهم. السؤال الحقيقي هو: هل نحن قادرين نجهز أولادنا بالأدوات النفسية والاجتماعية اللي تساعدهم يدخلون هالعالم بوعي وثقة؟ المسألة ليست تقنية بحتة… بل اختبار لإنسانيتنا، كيف نبني لهم بيئة ذكية وآمنة، بدون ما نكتم فضولهم أو نخوفهم من كل جديد.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
