
التاريخ : 2025-09-08

مدة القراءة : 2 دقائق
كلنا نشتكي من القلق، ونعتبر اليوم اللي ما فيه قلق، يوم سعيد، لكن ما فيه شيء في الدنيا، شر محض، لازم يكون فيه مقدار ولو قليل من الخير، والقلق مثال جيد على هذا التصور، فهو شعور مزعج بلا شك، لكنه يجعل الحياة مغامرة.
ويمكن اعتبار الفيلسوف الوجودي كيركجارد، هو أول من طرح تصور أن فهم القلق وتوظيفه جيدًا، قد يكون معيناً وليس عائقًا على التطور ومواجهة الصعاب.
حتى يكون تصورنا دقيق عنه، لازم نرجع للمختصين اللي يرون أن القلق شكلٌ من أشكال الخوف، لكنه غير محدد، ويكون معه أفكار سلبية متكررة (مخاوف) ومظاهر فسيولوجية (توتر).
لا يعتبر علماء الأحياء التطوريون القلق على أنه خلل في الجهازين العصبي؛ بل على العكس، هو جزءٌ مهم من نظام إنذار يُساعد على منع تحوّل المخاطر المحتملة إلى ضررٍ حقيقي.
بسبب نمط الحياة المعاصرة، اللي ما فيه شيء مضمون، فاليوم أنت موظف، بكره عاطل، اليوم متزوج، بكره منفصل، اليوم تعيش بصحة تامة، بكره تصاب بمرض عضال، زادت نسبة الإصابة بالقلق، فقد تضاعفت نسبة الإصابة بالقلق ما بين عام ٢٠٠٨م و ٢٠١٨م في أمريكا.
القلق يعمل بمثابة جهاز إنذار، فإذا كان عندك جهاز إنذار للدخان، يطلع أصوات مع أي رائحة في البيت، راح يتعبك، كذلك القلق، إذا صرت تقلق من أي حدث في حياتك، فكذا يُعتبر قلق مرضي. بينما القلق الصحي هو اللي يجعلك تعمل وتجتهد، وخل نكون صريحين، لو أنت ضامن أنك تبي تحصل على الدرجة الكاملة في الاختبار، فلن تقلق منه، وبالتالي لن تدرس، ولو أنك ضامن أن المدير راح يعطيك تقييم ٥ من ٥، فلن تقلق، وبالتالي لن تجتهد في العمل.
لاحظت إحدى الدراسات على عينة تعرضت لصدمات نفسية: هجرة، اعتداء، أن كل شخص في العينة، تمنى أنه لم يمر بتلك التجربة، لكنها من الجانب الآخر، كان لها تأثير إيجابي على حياتهم، إذ جعلتهم يتساءلون عن مغزى الحياة، وحفزتهم على الاجتهاد، وتطوروا بسببها.
الشيء إذا زاد عن حده، انقلب لضده.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
