إرهاق الخيارات: عن الحرية التي تستنزف طاقتك

التاريخ : 2025-09-01

مدة القراءة : 2 دقائق

تفتح نتفلكس وتقول: أشوف فيلم، ولا مسلسل، ولا حلقة خفيفة .. تجلس تقلّب دقيقة وراء دقيقة وبالأخير تنام وما شفت شيء. تدخل مطعم والقائمة صفحات كثيرة، تقلّبها مرتين وترجع تطلب نفس طبقك القديم.. هذا مو برود، ولا مزاج متقلب، هذا شيء أعمق وله اسم: إرهاق الخيارات.

ما هو إرهاق الخيارات؟🧠

عيادة كليفلاند الشهيرة تشرح إرهاق الخيارات ببساطة: كل قرار تأخذه يسحب من طاقتك العقلية، زي بطارية الجوال اللي تنقص مع كل نقرة. ومع كثرة القرارات، يبدأ عقلك ينهك ويقل تركيزه، لذلك: - تميل لأخذ الخيار الأسهل، حتى لو كان أضعف. - أو تأجل القرار: "بعدين أشوف". - أو تطيح في قرارات عاطفية: تشتري شيء ما تحتاجه بس لأنك تعبت من التفكير. يعني الحرية اللي كنا ننتظرها، تتحول لعبء يستهلكنا.

أمثلة من حيـــاتنا 📺

  • الطالب اللي يضيّع ساعة يقرر يبدأ بأي مادة قبل ما يذاكر.
  • الموظف اللي يفتح عشرات الإيميلات، وما يرد إلا على أبسطها.
  • المتسوق اللي يدخل متجر ويطلع فاضي لأنه غرق في بحر البدائل. هذي كلها لحظات يومية بسيطة، لكنها تكشف أن ثمن الحرية المفرطة في الخيارات يؤدي إلى عقل منهك.

**الدراسات تقول📚: **

دراسة من جامعة تايلورز (٢٠٢٥م) أثبتت بالتصوير العصبي أن مناطق التحكم في الدماغ تضعف بعد القرارات الكثيرة، وكأنها عضلة أرهقت من الجهد البدني. وفي دراسة أخرى على قضاة محاكم تبين إنهم آخر اليوم يميلون لقرارات "رفض تلقائي" مو لأن القضايا أسوأ، بس لأن عقولهم استنزفت. كما كتبت الجارديان إن التعب الذهني يخلّي التحكم في العواطف أضعف، ويخلينا أكثر عرضة لقرارات مزاجية.

ما هو الحل؟

يعطي المختصون بعض حلول بسيطة لكنها مؤثرة: - بسّط يومك: ستيف جوبز كان يلبس نفس اللبس يوميًا عشان يقلل قرارات ما لها داعي. - اعرف وقتك الذهبي: الصباح مثلاً عقلك أنقى، وقراراتك أثبت. - قلّل البدائل: ثلاث خيارات أوضح من عشرين. - استراحات واعية: عقلك مثل عضلة، يحتاج توقف عشان يشحن.

الصورة الكبرى:

إرهاق الخيارات يعلّمنا درس عميق: الحرية مو في كثرة الأبواب، بل في إنك تختصر الطريق وتعرف تختار. لأن كثرة الأبواب أحيانًا ما تعني مخارج أكثر… بل متاهة أطول.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط