
التاريخ : 2025-08-18

مدة القراءة : 2 دقائق
فيه لحظات تأخذ فيها رشفة قهوة، أو تفتح علبة كولا، وتحس إن الطعم مو بس نكهة، بل كأنه قصة كاملة. طبعًا، هذا شغل براعم التذوق اللي رافقت البشر من أول لقمة. لكن الجديد إن العلماء قرروا يعطون للنكهة لسان ثاني مو من لحم ودم، بل من الكربون. يذوق، يتعلم، ويحفظ الطعم وكأنه بشر، لكن نسخة كيميائية.
العلماء في الصين أعلنوا عن أول لسان صناعي في العالم. مو مجرد قطعة معدنية أو حساس بسيط، لا، هذا جهاز مطعّم بـ أكسيد الغرافين، مادة كربونية فائقة الرقة تقدر "تمسك" الأيونات، وتخلي الجهاز يحس بالحالي والمالح والحامض والمر كأنه براعم تذوق بشرية.
يميّز النكهات الأساسية بنسبة دقة بين ٧٢٪ – ٨٧٪.
لما دخلوا عليه مشروبات معقدة مثل القهوة وكوكاكولا؟ قفزت الدقة إلى ٩٦٪ والسبب أن التركيبة الكهربائية المعقدة لهذه المشروبات تخلي التعرف أسهل.
اللسان الصناعي مو اختراع للفضول بس، عنده استخدامات مهمة: - سلامة الأغذية: يقدر يكتشف أي مكوّن مشبوه في الشراب أو الأكل. - الكشف المبكر عن الأمراض: عبر التحليل الكيميائي للسوائل. - الحوسبة العصبية: يقلد الدماغ ويتعلم النكهات بطريقة ذكية. يونغ يان، بروفيسور الكيمياء في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا النانو بالصين، لخّص الفكرة: "أجهزتنا تشتغل في السائل، وتستشعر وتتعلم مثل جهازنا العصبي تماماً."
الألسنة الصناعية القديمة كانت مجرد "عيون بلا عقل": تتذوق، وتودّي البيانات لكمبيوتر خارجي. لكن هذا جهاز متكامل: يتذوق ويعالج ويستوعب في بيئة سائلة مباشرة. هذا مهم لأنه يترك الطعم في حالته الأيونية الطبيعية، ولا يحوّله لبيانات جافة.
اللسان الصناعي يذكّرنا بأن الطعم ما هو لحظة عابرة، بل ذاكرة قابلة للتحويل إلى بيانات. النكهة التي كانت تعني ذكرى شخصية أو تجربة دافئة، تتحوّل هنا إلى معادلة باردة محفوظة في مختبر. والسؤال: هل التقنية تُعيد تعريف ذائقتنا كنافذة أوسع على الحياة، أم تختزلها إلى أرقام تُقرأ بلا روح؟
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
