
التاريخ : 2025-08-18

مدة القراءة : 2 دقائق
الرؤساء التنفيذيون في أمريكا شدّوا الحزام على الموظفين. المرونة اللي جابت معها أيام العمل الهجين والزوم بدأت تتراجع، واللي صاير الحين هو إعادة ضبط ثقافة العمل: إنتاجية وسرعة بدل توازن وراحة.
هذا الأسبوع، تصدر الخبر جون ستانكي (الرئيس التنفيذي لشركة AT&T) ومعه سكوت وو (الرئيس التنفيذي لشركة Cognition) كتب في مذكرة داخلية (كشفتها بيزنس إنسايدر): "إذا كنت تحتاج جدولاً ذاتياً أو عملاً عن بعد لإدارة حياتك وطموحاتك، راح تواجه صعوبة في التوافق مع ثقافة الشركة." أما سكوت وو فكان أوضح وأقسى وقالها ببرود: - ستة أيام في المكتب. - ٨٠ ساعة عمل في الأسبوع. - والتوازن بين الحياة والعمل؟ "ما نؤمن فيه". قالها نصاً: بناء مستقبل هندسة البرمجيات "مهمة مقدسة ما نقدر نفصلها عن حياتنا."
يقول دانيال تشاو، كبير الاقتصاديين في Glassdoor: "الصرامة نابعة من خوف. فالرؤساء التنفيذيون قلقين من الاقتصاد، ومن أن الذكاء الاصطناعي يستحوذ على الكعكة لذلك قاعدين يضغطون على الإنتاجية قبل لا تبتلعهم التقنية".
نسخة جديدة من "عصر الزعيم الكبير" تنتشر عبر الصناعات: - تسريحات جماعية. - أوامر العودة للمكاتب. - التراجع عن سياسات التنوع والإنصاف. لذلك الموظف اليوم يعيش بين مطرقة تباطؤ سوق العمل وسندان الذكاء الاصطناعي.
أظهر استطلاع Pew Research بأن نصف الموظفين تقريباً يقولون إنهم بيتركون وظائفهم لو فُرض عليهم دوام كامل من المكتب و٧٢٪ يفضّلون نظام العمل الهجين.
المشكلة مو في التغيير بحد ذاته، بل في غياب الشفافية. تشاو يوضّح: "إذا ناوي تبني ثقافة تقوم على الضغط والإنتاجية بدل التوازن، لازم تصارح موظفيك وكن مستعد لمقاومة." كما أشار مايك ريتشي، شريك في شركة Seven Letter، إلى أن تسريب المذكرات الداخلية بشكل استراتيجي قد يخدم الشركات، لأنه يرسل رسائل قوية لمجالس الإدارة والمستثمرين وحتى صانعي السياسات.
كايل إم كيه من Indeed يحذّر: "إهمال رفاه الموظفين ممكن يرتد على الشركات نفسها. الموظفون، حتى لو ما يملكون القرار مثل ٢٠٢٢، هم أساس أي عمل. وإذا ما حسّوا أن أحد يهتم فيهم ما راح يهتمون بالعمل نفسه".
عصر "الزعيم الكبير" يفرض نفسه: عودة قسرية للمكاتب، أسابيع عمل طويلة، وثقافة إنتاجية صارمة بدافع الخوف من الذكاء الاصطناعي والاقتصاد المتقلب. لكن الحقيقة أن الشركات تغيّر جلدها مع كل موجة تحول، من الأزمات إلى الابتكارات. والخطأ مو في الإنتاجية، الخطأ لما تنبني ثقافة كاملة على إنهاك الإنسان بدل دعمه.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
