اللغة تتوسع.. لتشتم الروبوتات

التاريخ : 2025-08-12

مدة القراءة : 2 دقائق

بما أن الذكاء الاصطناعي يزاحمنا على وظائفنا، وأصدقائنا، والقصائد.. ويبدو وكأنه يريد التجربة الكاملة -ما تغلى عليه- قرر جيل زد مشكورًا بأن يذيقه نار العنصرية والتمييز والشتائم! 

**الحاصل؟ **

ظهر ترند جديد منسوج برهاب الروبوتات، حيث تطارد أي آلي لا يعجبك وتشتمه: يا كلانكرز! وهكذا تقصيه وتخزيه بكلمة واحدة.  الكلمة مقتبسة من حرب النجوم، حين كانت الروبوتات "تطقطق وهي تمشي" وفي لعبة الفيديو المقتبسة من الفيلم صرخ أحدهم في عز الهجوم: (كلانكرز معفنين!).  ولعل جيل زد سمعها وشعر بأنها تبرد القلب وقرر إعادة تدويرها لواقعه اليوم. 

**أهمية الخبر؟ **

الفكرة ليست مجرد ترند مضحك، ولكنها تشير لموضوعين يستحقان النقاش:  ١- تطور اللغة العامية ومواكبتها لهموم العامة، تجعل اللغة الفصحى تشيخ وتبتعد عن المشهد الإنساني.  ٢- ظاهرة الإحباط من الذكاء الاصطناعي: الموضوع يتعدى المخاوف الفردية؛ فالبشر اليوم يتوقون للتواصل الإنساني، ويحبطون في كل مرة يتواصلون فيها مع خدمة العملاء ويرد عليهم روبوت يهلِّي فيهم بصوته العميق: مرحبًا عزيزي العميل.

**بالإجماع: الـ AI يغث! **

سهولة الوصول للذكاء الاصطناعي جعلته يتغلغل في حياتنا عبر البشر قبل الشركات!  إذا أردت تصفح لينكدإن، ستجد تجارب منمقة لكنها خاوية، مكتوبة بدون روح، من ابن العم جيبوتي، ولو انتقلت لتطبيق آخر حتمًا ستصادف عنوان: (سألت تشات جي بي تي) والظاهرة تمتد، حتى مستخدمي تطبيقات المواعدة "حامت كبودهم" من الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في "أنتكة" ردودهم لمحاولة إيقاع الفئة المستهدفة في شباكهم. 

وداعًا للتجربة الإنسانية المألوفة

آخر ابتكارات الشتائم لا تستحق مقالات بالعادة، ولكننا نقف على ظاهرة إنسان ينعي إنسانيته المألوفة، يهوجس بمستقبله الوظيفي، وإذا أراد البحث عن معلومة على جوجل تظهر له النتيجة بالاستعانة بالـ AI فورًا، وتحرمه متعة تحريك عيونه وتحليل المعلومات، وحين يود الصراخ على خدمة العملاء تذهب صرخاته لسيرفر بدلًا من عقل أحدهم، وإذا أراد استخدام قلمه للتنفيس سيجد بأن لغته ركيكة أمام أقرانه المستعينين بالـ AI، وحتى لو بدأ حوارًا عميقًا مع إنسان مثله، فغالبًا الذكاء الاصطناعي سيكون الطرف الثالث بينهما! 

الصورة الكبرى:

تاريخيًا كانت الإهانات تُستخدم لتجريد الآخرين من إنسانيتهم، لذا فمحاولة إيقاف التغيير الذي يقوده الذكاء الاصطناعي عن طريق الشتائم هو هدف عكسي! فنحن أنسناه لدرجة صدقنا بأنه بشري مثلنا يُهان بالسباب المشخصن المبتكر! 

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط