
التاريخ : 2025-08-04

مدة القراءة : 2 دقائق
في أماكن العمل، تعوّدنا نسمع عن "التسيّب" أو "التقصير"، لكن فيه سلوك أخطر لأنه يجي بثوب الولاء، وينخر بهدوء. هذا السلوك اللي يخلي الموظف يشتغل حتى وهو في إجازته. يشيّك الإيميلات على البحر، يرد على المدير من سريره، ويأخذ إجازته السنوية حتى يخلّص شغل متراكم!
هي لما يشتغل الموظف خارج وقت العمل من باب "الحرص الزايد"، وليس بأمر مباشر من مديره. بمعنى آخر: يطيع من دون ما أحد يطلب منه، ويضغط على نفسه باسم الالتزام.
• لما الموظف يستخدم أيام من إجازته السنوية لإنهاء مهام عمله. • أو يشيل الشغل معه للبيت، لأن ساعات الدوام ما تكفي. • أو يشتغل في الويكند أو الإجازة الرسمية، عشان "يلحق" على مهام تأخرت. وتأكيدًا على ذلك أظهرت دراسة لمنظمة CIPD، أن ٦٩٪ من المشاركين في الدراسة قالوا إن هذه الظاهرة صارت فعلاً في منظماتهم خلال سنة وحدة! يعني الواضح أن الطاعة الخفية مو تصرف فردي بل أزمة مؤسساتية.
الهواتف الذكية فتحت باب مراقبة النفس. فالموظف يحط راسه على المخدة ويقول: "أشيّك بس". وبدون ما يحس، يلقى نفسه يرد على طلب مديره، وهو في منتصف إجازته! طبعاً هنا الموظف مقتنع إن تجاوبه الفوري يعني ولاءه، وإن تأخره هو نتيجة تقصير. لكن النهاية ضغط ذهني، قلق مزمن، وإجازة ما تغيّرت فيها نبضات القلب.
كمدير أو مسؤول إذا لاحظت موظفيك يشتغلون بإجازاتهم، أو عبء العمل أكبر من طاقتهم، هنا لازم تتدخل: • أعد توزيع المهام. • وظّف موظفين جدد إذا لزم الأمر. • لا ترسل مهام خارج وقت الدوام، حتى لو بـ "رسالة". ومثال ذلك بعض الشركات بدأت تتحرك، فشركة "دايملر" الألمانية وفّرت نظام يعيد توجيه إيميلات الموظف تلقائياً لزميله خلال الإجازة، فلا يشعر الموظف بالذنب، ولا يرجع ويلاقي عشرات الإيميلات تنتظره.
مغري إنك تسكت، لأن الشغل قايم، لكن على المدى الطويل، تطلع الفاتورة: • موظف مرهق نفسياً • إنتاجية تهبط. • بيئة عمل خانقة. • استقالات ما لها تفسير. يعني تكاليف صامتة لكن تقصّر عمر المؤسسة من الداخل.
"الطاعة الخفية" ما هي مجرد شطارة موظف أو اجتهاد فردي. هي علامة على خلل في ثقافة العمل. لما يصير الشغل ماشي لأن الناس "تشتغل بصمت وهي متألمة"، والمؤسسة تمشي على حبل مشدود. لكن في بيئة العمل الصحية، راحة الموظف مو رفاهية، بل جزء من خطة الاستدامة في العمل.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
