عندما يتحول التفكير الإيجابي إلى تهرب من الواقع

التاريخ : 2025-07-27

مدة القراءة : 3 دقائق

*الإيجابية الزائدة عن حدها تتحول إلى تجاهل للواقع، وتدفن المشاكل وتمنعنا من النمو. *تجاهل عواطفنا يؤدي إلى الانفصال عن الواقع. واجه مشاعرك لتجارب أكثر واقعية في حياتك. *وازن بين شكر النعم، مع وقائع الحياة.

في مواقف كثيرة في الحياة سواء في المنزل أو العمل، قد تحس بأن الآخرين يتجاهلوك أو يستهينون بك، وتعزي نفسك بمقولات مثل "على الأقل أنهم يعتبروني من العائلة" أو "أحمد ربي أن عندي وظيفة". وبهذا التركيز على النواحي الإيجابية نؤجل التعامل مع مشاكلنا فقط لنشعر بالسلام في حياتنا.

مخاطر الكوب المليء..

فكرة التركيز على الجانب الإيجابي يعتقد الكثير أنها "قوة". وفعلًا العرفان لنعمنا والتفاؤل هي أدوات قوية لمواجهة الحياة ولنستمر أمام المصاعب.

ولكن.. قد تصل الإيجابية إلى مرحلة أن تصبح درعًا يمنعنا من مواجهة مشاكل حقيقية يجب أن نواجهها.

ثمن تجنب الواقع..

عندما تتحول الإيجابية إلى أداة للهروب من الواقع..

المشاكل التي لا تواجهها تنمو: فتجاهل المشاكل ليس حلًا لها. مثلًا إذا تجنبت مواجهة فرد من العائلة وفقط "تحملته" قد ينمو داخلك كره عبر الزمن يجعله الفجوة أكبر من أن تردم فيما بعد.

الانفصال العاطفي: عندما ندفن مشاعرنا الحقيقية للمحافظة على إيجابيتنا، قد نبتعد عما نشعر به حقًا وعن الآخرين، ننفصل عن الواقع. العلاقات الصادقة تتطلب الصراحة سواء عن الجانب الجيد والسيء.

الفرص الضائعة: المشاكل والتغلب عليها هي طريقنا للنمو كبشر. عندما نتجاهل المشاكل نضيع فرصنا للنمو وتقوية أنفسنا.

والحل؟

١) تنبه لمشاعرك: راقب نفسك، هل هناك مواقف معينة دائمًا تتجنبها بالنظر للجانب الإيجابي؟ هل تتجنب الحوارات الصعبة فقط للتركيز على الجوانب الإيجابية؟

٢) حدد مشاعرك: حاول أن تكون أكثر وضوحًا فيما تحس به بدون تعريفه بأنه جيد أو سيء. مثلًا: "أنا أتضايق من أننا لا ما نجلس مع بعض كثير" أو "ينرفزني إنك ما تنبه للي أقوله ". القصد أن تحديد هذه المشاعر يساعدك بألا تدفنها من دون أن تعرف ما هي بالضبط.

٣) صارح نفسك: إن وجدت نفسك غارقًا في التفاؤل والإيجابية اسأل نفسك بصراحة: هل أتجنب شيئًا ما بتركيزي على النواحي الإيجابية؟ ما هي حقيقة الموقف الذي مررت به؟ لو مر صديق بنفس موقفي.. بم كنت سأنصحه؟

٤) التوازن: الحياة نادرًا ما تكون إيجابية تمامًا أو سلبية تمامًا، لذا عوّد نفسك على استخدام صياغة متوازنة في المواقف التي تواجهها. مثلًا: "أنا ممتن لدعم شريكي في الحياة، ولكن يجب أن نتعامل مع عدم الإنصات لي في الحديث" أو "أنا أقدر وظيفتي، ولكنني يجب أن ارسم الحدود حولي لكي لا أحترق وظيفيًا".

٥) واجه عدم الراحة: النمو يأتينا خارج منطقة الراحة، لذا بدلًا من أن نتجنب الحوارات الصعبة، واجهها بفضول وتقبّل. اسأل نفسك: "ما الذي سأتعلمه من هذا الموقف الصعب؟" أو "كيف سيزيدني هذا الموقف قوة؟"

٦) اطلب المساعدة: في أحيان كثيرة لا نستطيع أن نرى عيوبنا. وهنا يأتي دور مهم للمعالجين أو المرشدين المهنيين الذين قد يهدوا إلينا عيوبنا.

أخيرًا: السر في الموازنة.. لا نقول كن متشائمًا ولا متفائلًا، بل واقعيًا تزن لكل موقف ما يحتاجه ولا نهاب مواجهة "المصايب".

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط