
التاريخ : 2025-07-23

مدة القراءة : 2 دقائق
في عالم متسارع، السرعة صارت مرادفًا للنجاح. فكل شيء تحول إلى تصنيف "عاجل": تنبيهات، مهام، قرارات، وردود. حتى مسلسلاتك، لازم تخلصها بسرعة عشان ما يحرقون عليك. فالواحد يحس إنه لازم يسابق الزمن عشان ما يغرق. بس كثرة الركض لا تعني الوصول.
كثير يظنون إن "تعدد المهام" هو الحل الذكي. لكن كل الدراسات تقول العكس تمامًا: - كل ما حاولت تسوي أكثر، سويت أقل.
الذاكرة قصيرة المدى ما تتحمّل أكثر من ٣ إلى ٥ أشياء.
كل مهمة جديدة تسقط القديمة من الذاكرة. والنتيجة: إنتاجية أقل، وأخطاء أكثر، وتوتر مستمر.
يقول كتاب "Thinking, Fast and Slow" الذي فاز مؤلفه بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية إننا نعيش بنظامين: - واحد سريع، حدسي، ومندفع. - والثاني بطيء، واعي، وتحليلي. النظام السريع هو اللي دايم يمسك الدفة، بينما العقل التحليلي غالبًا يتعب من كثر ما نتجاهله، وهنا تظهر المشكلة. السرعة الذهنية مغرية، بس القرار الأفضل يحتاج لحظة هدوء. عشان كذا، التمهّل مو تأخير.. هو فرصة تعطيها لعقلك عشان يحسبها صح.
فعلشان تزيد سرعتك فعليًا، لازم تاخذ الأمور بالهداوة. لمن تعطي كل مهمة كامل انتباهك، تنجزها بدقة وسرعة أفضل مما تتخيل. زي ما يقولون في البحرية الأمريكية: "ببطء تصير الحركة سلسة، والسلاسة تصير سرعة." وترا الإبطاء مو بس أداء، هو رجعة للنفس. تصير أكثر وعيًا بأفعالك، تختار بنية بدل ما تردّ بفوضى، وتعيش اللحظة بدل ما تلاحقها.
جريد تقول: السرعة تسرقك من نفسك، هدّي عشان تلحقها.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
