
التاريخ : 2025-07-22

مدة القراءة : 2 دقائق
"الصاحب ساحب"، عبارة واقعية جدا وإن كان سياقها يجعلك تعيش "فلاش باك" لذكريات "عشعشت" في الذاكرة، فهي لم تكن تذكر إلا في التحذير من صديقك "الزاحف" الذي كان يدعى سابقا بـ"صديق السوء". هذه العبارة بنت عليها Journal of Neuroscience دراستها التي تقول أن تأثير الأصدقاء لا يقتصر فقط على الآراء أو الذكريات المشتركة، لكن تفكير الأصدقاء يظهر أنماطًا متشابهة عند تقييم المنتجات! فكيف يحصل ذلك؟
إذا وجدت نفسك في يوم من الأيام تميل إلى شراء "مقات القهوة" وأنت في الأساس لديك علاقة وطيدة مع الشاي، مشروب العظماء؛ فهنا عليك أن تراقب من مِن أصدقائك "كل يوم يداوم بمق جديد". في هذا الصدد أجرى الباحثون تجربتين لدراسة العلاقة بين الصداقة وسلوك الشراء. الأولى شملت ١٧٥ مشاركا وتتبعت تفضيلاتهم مع مرور الوقت، والثانية استخدمت تقنيات تصوير الدماغ مع ٤٧ صديقًا وهم يشاهدون الإعلانات معًا؛ وكانت النتيجة واضحة: الأصدقاء يقيّمون المنتجات بطريقة متشابهة أكثر من الغرباء، وتزداد هذه التشابهات كلما توطدت العلاقة بينهم. بعبارة أخرى، كلما اقتربنا من شخص، أصبحت قراراتنا الاستهلاكية أقرب إلى قراراته دون أن نشعر.
لاحظ الباحثون أن التشابه لا يقتصر على التفضيلات الظاهرة، بل يظهر بوضوح داخل الدماغ في مناطق مسؤولة عن: - الإدراك البصري للأشياء - الانتباه والذاكرة - التقييم - اتخاذ القرار ومعالجة المكافآت - الاستجابة العاطفية تجاه المنتجات هذا التزامن يشير إلى أن الدماغ يعالج الإعلانات والمحفزات التجارية بطريقة شبيهة بين الأصدقاء، مما يفسر لماذا قد يعجبنا ما يعجبهم، حتى قبل أن ندرك ذلك.
تكشف هذه الدراسة عن حقيقة غريبة: نحن لا نستهلك المنتجات بمفردنا، بل ضمن شبكة اجتماعية تؤثر فينا على مستوى عصبي وسلوكي. الأذواق التي نظنها شخصية قد تكون انعكاسًا لروابط اجتماعية عميقة، يعني "لا تعيش جو إن ذوقي ما في منه". وهذا بالطبع لا يقتصر على التسوّق فقط، بل يمتد لفهم كيف تؤثر الصداقة في اتخاذ القرار في مجالات أوسع مثل التعليم وحتى أسلوب الحياة.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
