التاريخ : 2024-03-27

مدة القراءة : 2 دقائق

في بداية العشرينات تتهافت عليك نصائح ممن تجاوزوا هذه المرحلة، تهدف لتوصيل فكرة أن هذه المرحلة العمرية ستكون أسعد فترات حياتك لذا يجب عليك أن تستغلها بشكل جيد قبل الدخول في معترك الحياة الحقيقي، ومع كون هذه النصيحة جميلة وتهون البداية، إلا أنها مرعبة كونها تُعبر بوضوح عن أن القادم ليس أجمل.

ولكن حسب تقرير غالوب للسعادة الأخير تبين أن هذه الفكرة ليست حقيقية أو على الأقل في السعودية وبعض الدول الأخرى، حيث أظهر التقرير أن من يبلغون من العمر أكثر من ٤٠ عامًا في السعودية يحتلون مرتبةً أعلى في ترتيب السعادة في العالم مقارنةً بمن تقل أعمارهم عن ٣٠ سنة.

السعودية في تقرير غالوب

غطى تقرير غالوب الفترة من عام ٢٠٢١م حتى ٢٠٢٣م، وقسم الفئات العمرية لأربع أقسام وقارن الدول بناءً عليها، وجاءت الأقسام كالتالي: - الشباب والمراهقون (The Young): تتراوح الأعمار عادةً بين ١٢ إلى ٢٥ عامًا، وهذه الفئة العمرية في السعودية احتلت المرتبة ٤٢ في التقرير.

•  نهاية الشباب والراشدين (Lower Middle): تتراوح الأعمار عادةً بين ٢٥ إلى ٤٠ عامًا، وهذه الفئة العمرية في السعودية احتلت المرتبة ٣٩ في التقرير.

• الكهولة (Upper Middle): تتراوح الأعمار عادةً بين ٤٠ إلى ٦٥ عامًا، وهذه الفئة العمرية في السعودية احتلت المرتبة ١٤ في التقرير.

• كبار السن (The Old): تبدأ هذه الفئة عادةً من عمر ٦٥ عامًا وما فوق، وهذه الفئة العمرية في السعودية احتلت المرتبة ٢٧ في التقرير.

وبشكل عام مع أخذ كافة الأعمار بعين الاعتبار، احتلت السعودية المرتبة ٢٨، وتصدرت القائمة فنلندا، وجاءت أمريكا بالمرتبة ٢٣.

لماذا الكبار أكثر سعادةً من الصغار؟

تُعزى أسباب هذه السعادة بشكل كبير للراحة في المعيشة والاستقرار النفسي والمادي الذي يحظى به كبار السن، وكذلك للحياة الاجتماعية المستقرة الخالية من "المشاريه".

من ناحية أخرى، يعيش الشباب والمراهقون ضغوط ثقيلة من مجتمعاتهم وأهاليهم، تبدأ من اختيار مساراتهم الدراسية لأفكار البحث عن عمل، وآمال النجاح والطموحات البعيدة عن الواقع أحيانًا، علاوةً على ذلك يعيشون في هشاشة نفسية وعلاقات معطوبة.

الجدير بالذكر أن هذا التقرير يعكس واقع لدراسة صدرت في عام ٢٠٠٨م، جعلت الرفاهية النفسية أو السعادة في منحنى على شكل حرف، فقد خلص الباحثون في الدراسة، إلى وجود علاقة عكسية بين مستويات السعادة والعمر، حيث تكون السعادة أعلى في بداية الشباب ثم تنخفض تدريجياً وترتفع مرة أخرى مع تقدم العمر.

الصورة الكبرى:

يظهر التقرير مؤشرات السعادة للمجتمعات عامة، وهذا لا يعني انعكاسها على حياتك كفرد بالضرورة.  ولكن إذا أردت أن تبدأ بتحسين مستوى سعادتك وجعله مستقرًا في كل مراحلك العمرية، نوصيك بوصية الخيام في رباعيته: "لا تشغل البال بماضي الزمان  ولا بآتِ العيشِ قبلَ الأوان  واغنم من الحاضر لَذَّاتهِ  فليسَ في طَبعِ الليالي الأمان"

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط