الزنزانة العاطفية 🪫

التاريخ : 2025-07-21

مدة القراءة : 2 دقائق

فيه نوع من العقابات النفسية يأتي من "تكشيرة وجه"، أو رسالة بالمسودات ما انرسلت. وفيه علاقات، ما تنهار بسبب الصوت العالي لكن بسبب الصمت السلبي أو بـ "أنا آسف" ما وصلت. وهنا يجي دور "اليوم العالمي للخروج من الزنزانة العاطفية" وهو يوم مخصص للتصالح، بس مو التصالح السطحي بل العميق، والمبني على علم النفس، مو على "اشتريت لك وردة".

وش يعني تكون في الزنزانة العاطفية؟ 💔

"الكلبش العاطفي" ⛓️ مو بالضرورة سببه خيانة، ولا مصيبة ضخمة. أحيانًا مجرد كلمة جارحة، تجاهل بسيط، أو موقف ما اعتُذر عنه، كفيل يقلب العلاقة من دفء إلى برود. طبعاً هالعبارة بدأت من رواية بيتر بان سنة ١٩١١م لما قرر الأب ينام في بيت الكلب كعقاب لنفسه! ومن وقتها، صار مصطلح "in the doghouse" يعني: شخص زعلان من نفسه، أو زعلان من أحد والاعتذار لسه ما وصل. لكن الاعتذار ما هو وردة وسلام عليكم. بالعكس، فيه اعتذارات، تحتاج تعتذر عنها!

لا تعتذر بهذه الطريقة..

الكاتبتان مارجوري إنغال وسوزان مكارثي درسا آلاف الاعتذارات (من السياسيين إلى الأزواج)، وطلّعوا لنا لائحة سوداء: - "ما كان قصدي" - "أنا آسف لو فهمتني غلط" - "بس أنت قلت كذا أول" - "أنا آسف، بس…".. هذي يسمونها: اعتذارات تُعيدك للزنزانة، ماتطلعك منها، لأن "الخط الفاصل بين التفسير والتبرير نحيف جداً، والناس تحسه حتى لو ما شرحته."

وش يقول علم النفس عن الاعتذار؟

الدكتورة كارينا شومان، أستاذة علم النفس في جامعة بيتسبرغ، خصصت أبحاثها لسؤال بسيط: ليش نلقى صعوبة في الاعتذار؟ طبعاً الجواب واضح: لأن الاعتذار يهدد الصورة اللي نبغى نشوف أنفسنا فيها: طيبين، محترمين، ما نغلط.

لكن يوجد ٣ شروط إذا تحققت،

يتحوّل الاعتذار من "كلمة" إلى "إصلاح حقيقي": ١. الاعتراف: قلها بصوت واضح: "أنا آسف" أو "أعتذر" لا تلفّ ولا تدور. الناس تحتاج تسمعها مباشرة، بدون أقواس. ٢. الفهم: اشرح ليش اللي قلته أو سويته كان مؤذي. مثال: بدل "ما كنت أقصد"، قل:"كنت مستعجل، وقلت شي ما يفترض ينقال." ٣. الالتزام: قولك "ما راح تتكرر" لازم يمشي على رجليه، لا توعد وأنت ماتوفي، لأن الاعتذارات الفارغة تبني عوازل، مو جسور. في النهاية.. مو كل زعل يحتاج نقاش طويل. أحياناً "أنا آسف" تسوي اللي ما تسويه ساعات النقاش. والكلمة الطيبة تمشي من القلب للقلب، حتى لو تعثرت شوي بالطريق. وإذا كنت تنتظر الصيغة المناسبة، فـ خذها من راشد الماجد: "آسف آسف وآسف لين ماله عدد، لين ما أرضي غرورك من جميع الجهات".