
التاريخ : 2025-07-16

مدة القراءة : 2 دقائق
هناك فئة منسية عند "المحترقين وظيفيًا"، ليس بالمدير الناهي ولا الموظف المثالي، وإنما صانع التغيير..فبينما تنجح أفكارهم، يتعرضون لاحتراق داخلي لا تشُمّ رائحته، وهذا ليس ناتجًا عن ضُعف شخصيّ أو سوء تنظيميّ، بل لأن الشخصيات ذات الأداء العالي، "الكريّفة" في سياق آخر، تحترق داخليًا من حُرّ اهتمامها بالحفاظ على الدافع والإبداع. 🧘🏽
يشهد المُحترق وظيفيًا ما يُعرف بـ "الانهيار الوظيفي عالي الأداء"، حيث نجد المؤسس أو التنفيذي ناجح و "داعس!" لكنه لا ينام، ونجد صانع السياسات يدير حملات ناجحة ولكنه يعاني من توتر مستمر. أو قائد الاستدامة الذي يقود التحول في مؤسسته لكنه يشعر بالعزلة.
تعترف منظمة الصحة العالمية بالانهيار الوظيفي كظاهرة مرتبطة ببيئة العمل وناجمة عن ضغوط غير مُدارة، إلى جانب بيئة العمل المتطلِّبَة نفسيًا والمُسببة للضغط المستمر. النتائج؟ وخيمة، حيث تظن أن "الاحتراق الوظيفي" نتائجه تقتصر على "المهنة والإنتاجية" لكن في الحقيقة آثاره تمتدّ سلبًا على العلاقات بل وحتى الاقتصاد في حالات أعمق. - على الهامش: أشارت دراسة إحصائية إلى أن: ٣٠٪ من الموظفين أقل انخراطًا في عملهم بسبب الانهيار الوظيفي، بينما واجه ٢٥٪ صعوبة في التركيز.
تفشل المشاريع في كثير من الحالات ليس بسبب أفكارها ولا منهجيتها، بل لأن الأفراد الداعمين لم يعدّوا "داعمين" نتيجة الإرهاق؛ ومن هنا بدأت تُثار قضايا كانت تُعدّ "جانبية" مثل الرفاهية والمرونة في العمل والتوازن العاطفي؛ لتصبح الآن "ترند" وتتلقى رواجًا مستحقا.
** ١. اخلق بيئة آمنة:** يجب أن يتزامن الأداء العالي مع السلامة النفسية لضمان استمرارية العمل.
** ٢. ادعم المجتمعات بجانب المشاريع:** العلاقات الإنسانية والدعم المتبادل بين أعضاء الفريق يعززان القدرة على الاستمرار والنجاح.
** ٣. عززّ الجانب العاطفي:** كل ما وفّرت مساحة للقادة والفرق للابتعاد عن الأدوار المهنية، زادت حيويتهم وارتفعت رفاهيتهم النفسية ومعنوياتهم الداخلية.
** ٤. ابتعد بين فينة وأخرى:** أخذ فترات للتوقف والتأمل سواء من خلال الإجازات أو تبطيء "الرتم" تساعد خصوصًا في فترات الضغط العالي.
المستقبل سيكون في أيدي أولئك القادرين على مواجهة التعقيدات والتغييرات بصحة جيدة أثناء ذلك، فإن كنا نسعى لاستمرارية التغيير، فعلينا أن نؤسس بنى تدعم الأفراد ليظلوا قادرين على إحداث تغييرات جوهريَّة.
جريد تقول: هناك شعرة بين أن تكون شمعةً تُنير، وشُعلةً تحرق وتحترق.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
