معهد لتصميم أجهزة هادئة

التاريخ : 2025-06-16

مدة القراءة : 2 دقائق

في كتالوجات الأجهزة التقنية – قديمًا – كانت هناك رسالة ضمنية، تشبه الرسالة التي يرسلها ولي أمر الطالب إلى مدير المدرسة في أول يوم دراسي: "لكم اللحم، ولنا العظم".

كنا نتعامل مع أجهزتنا بنفس المنطق؛ إذا تعطلت، بادرناها "بهبْدة" أو اثنتين في الظهر، وكأن الضرب كفيل بإصلاح الأعطال وإعادة الجهاز إلى صوابه. لذلك، كنا لا نستغرب "ضجيج" الأجهزة الحديثة؛ فهذا هو التطور الطبيعي للأجهزة التي تربّت على "الضرب".

معهد الروقان وصل! معهد التقنية الهادئة (Calm Tech Institute) هو جهة بحثية وداعمة للمستهلكين، تأسست على أنغام رامي عياش وأحمد عدوية في: "وبحب الناس الرايقة"، وتسعى لإعادة صياغة طريقة تصميم التكنولوجيا. ولهم هدفهم بسيط لكنه طموح جدا: تطوير منتجات تحترم الإنسان وتتكامل مع حياته دون أن تشتت انتباهه أو تثير توتره وإزعاجه، أو تفقده جزءا من هدوئه.

**      ٨١ معيارا لاحترام روقانك**

يقدّم المعهد برنامج اعتماد خاص بالمنتجات التي تراعي إنتاج "التقنية الهادئة"، وهي أجهزة أو أدوات تصمم لتعمل بسلاسة وبدون ضوضاء بصرية أو سمعية أو ذهنية. ولكي تُصنّف التقنية على أنها "هادئة"، يجب أن تمر على قائمة مكونة من ٨١ معيارًا موزعة على ست فئات: الإضاءة، الصوت، الانتباه، المحيط، المتانة، والمواد المستخدمة. كما يجب أن تلتزم بثمانية مبادئ تصميم، من أبرزها: أن تتطلب أقل قدر من الانتباه، أن تحترم السياق الاجتماعي، وأن تُشعرك بالطمأنينة أثناء استخدامها. وهذه المعايير لا تنطبق فقط على الهواتف أو الحواسيب، بل تشمل أيضًا السيارات، الأجهزة المنزلية الذكية، الفنادق، وحتى المتاحف.

إلى أين يتجه معهد الرايقين؟

يعمل المعهد حاليًا مع علماء الأعصاب لتعزيز أبحاثه مع شركات تقنية متخصصة لتوسيع نطاق اعتماد التقنية الهادئة، حتى نعيش في عالم "رايق" تحكمه الإضاءة الدافئة، والأصوات الهادئة بدلا من الضجيج المبالغ فيه.

جريد تقول: التقنية اليوم تدرس الذوق، قبل ما تشتغل.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط