خذ إجازة… ارجع بنشاط… استقيل؟ قد تبدو هذه الثلاثية غريبة، لكن كثير من الموظفين يمرون بها فعلًا. فبينما يُفترض أن الإجازة "ترجعك مشحون طاقة"، إلا أن الواقع يقول إن البعض يرجع برغبة “النحشة”.

الإجازة تحسّن النفسية .. بس تكشف أشياء أكثر

كشفت دراسة من شركة Visier على ألف موظف أمريكي بدوام كامل أن ٤٤٪ من المشاركين فكروا في الاستقالة خلال إجازتهم، و ٢٠٪ فعلاً نفذوا القرار بعد عودتهم من الإجازة. هل هذا يعني أن الإجازة تسبب الاستقالة؟ لا. لكنها تخلق مساحة صمت ووضوح نادرة، يتأمل فيها الموظف نفسه، ويرجع يعيد التفكير بمكانه، والبيئة التي سيعود إليها، والبعض يبحث فيها عن فرصة بديلة ووظيفة جديدة.

**ليس كل من يفكر في الاستقالة.. يستقيل بسرعة **

٦٣٪ ممن فكّروا في الاستقالة على "الكورنيش" أو في بيت "الديرة"، تركوا وظائفهم خلال أقل من ٣ شهور. أمّا أصحاب شأن القرار السريع الذين شكّلوا ١٩٪ فاستقالوا خلال أول شهر بعد الإجازة.

متى تصير الإجازة سببًا في الاستقالة؟

الإجابة القصيرة؟ لمّا تشتغل فيها. توصلت الدراسة إلى أن الموظفين الذين عملوا خلال إجازتهم كانوا أكثر عرضة للتفكير في الاستقالة، وأكثر فعلًا في تنفيذها.

• ٧٢٪ من الذين طُلب منهم يشتغلون خلال الإجازة، فكّروا في الاستقالة.
• ٧١٪ من الذين كانوا متعلقين جدًا بالعمل وقت الإجازة، استقالوا فعلاً عند رجوعهم.

**بمعنى؟ يا إجازة.. يا دوام **

للمدير: وش ممكن تسوي؟

صحيح ما تقدر تمنع أحد من التفكير بالاستقالة، لكن تقدر تعالج الأسباب قبل لا تتحول لقرار:

• اجتمع "للتثبيت" قبل ما تجتمع "للتوديع": قابل فريقك وناقشهم حول توقعاتهم، وخططهم، والتحديات اللي تمرّ عليهم، وحاول تكون جزء من الرحلة.

• افرض احترام الإجازة: امنع التكليفات والتواصل أثناء الإجازة رسميًا، وخلها ثقافة مؤسسية.

• فعّل مرونة العودة: خفف الاجتماعات الثقيلة، واجعل أول أسبوع “تحمية”.

• ادعم التقدير البشري: الراتب مهم لكن عبارة “شكرًا” مهمة كذلك، لا تنسى تشكّر وتقدّر أمام الموظف والفريق. 

• ذكّر الموظف كيف شغله يصنع فرق: اربط المهام اليومية بالأثر الأكبر: على العميل، على الفريق، على السوق، ووضّح له أهميته كموظف ودوره في الشركة

للموظف: كيف ترجع من الإجازة بدون شعور النفور؟

إذا رجعت من الإجازة وإحساس إنك “ما شبعت / مب مستعد” يسبقك، هذي الحلول لك:

• ارجع في منتصف الأسبوع: بدل ما ترجع الأحد على الزحمة، جرب ترجع الأربعاء. بداية خفيفة تساعدك تسترجع الجو بدون ضغط، وتقرّبك من عطلة نهاية الأسبوع.

• خصص أول يوم للتهيئة: لا تبدأ بالشغل الثقيل، واجعل أول يوم "إعداد ذهني”، مثلًا رد على الرسائل البريدية، وحدّث قائمة المهام، وابدأ على مهامك "حبة حبة".

• استعد قبل العودة بيوم: خذ ساعة قبل النوم في آخر يوم من الإجازة للمراجعة السريعة والتخطيط.

• اشكر وامتنّ: غيّر زاوية التفكير: رجعت من الإجازة مرتاح؟ هذا مكسب. ما ودك ترجع؟ هذا دليل إن الإجازة كشفت شيء ما بداخلك يحتاج إلى ترتيب أو إعادة تفكير.

الصورة الكبرى:

الشركات ما تقدر تكتفي ببيئة “لا بأس بها”. اللي يبغى يحتفظ بالمواهب، لازم يبني ثقافة عمل تجذب الموظف بعد الإجازة ولا تنفّره.

جريد تقول: الإجازة قد تكون إنذاراً مبكرًا، وليست قرارًا نهائيًا.