شخصية مستر بن غير المعروفة

التاريخ : 2025-06-06

مدة القراءة : 3 دقائق

في أمثالنا الدارجة، حين يطول الضحك، يتبادر إلى الذهن ذلك المثل الشعبي: "الله يكفينا شر الضحك"، مصحوبًا بفلاش باك شهير لناصر القصبي وهو يردده بطريقته الساخرة.

أما "مستر بين"، فحين اختار أن يُضحك الناس، كان في باله فقط: "اضحك للدنيا تضحك لك"، دون أن يخطر بباله أن الدنيا ستضحك له… وبقوة!

**    من فصول العلم إلى فصول الضحك**

  • ولد "روان أتكينسون" عام 1955 في بلدة كونسيت الإنجليزية، كان طالبًا متفوقًا، حصل على شهادة الهندسة الكهربائية من جامعة نيوكاسل، ثم أكمل دراسته في جامعة أكسفورد لنيل درجة الماجستير.

  • أكاديميا، مستر بين كان "دافور" لكن بوصلته الداخلية كانت تشير نحو المسرح، حيث بدأ يكتب اسكتشات كوميدية داخل الجامعة، وشارك في نشاطات جمعية الدراما بجامعة أكسفورد، ليبدأ بذلك انتقاله السلس من فصول العلم إلى فصول الضحك.

  • ولعل برنامجه الإذاعي في عام 1979 الذي قدمه بعنوان "The Atkinson People"، شكّل علامة فارقة في مسيرته؛ ففكرته بسيطة لكن عبقريته كانت في التنفيذ: روان "يُجري مقابلات" مع شخصيات مختلفة جعلت الجمهور يصدق أن الاستوديو مليء بالضيوف، لكنها جميعًا كانت من أدائه الصوتي الشخصي.

الثروة من إضحاك الناس

  • دخل أتكينسون عالم التلفزيون من خلال عروض ناجحة مثل Not the Nine O’Clock News، ثم تألق في المسلسل الكوميدي التاريخي الشهير Black Adder، الذي أصبح أحد أعمدة الكوميديا البريطانية.

  • وفي بداية عام 1990، وُلدت شخصية غيّرت كل شيء: مستر بين التي ظهرت أول مرة في عرض خاص، لكنها سرعان ما تحولت إلى رمز عالمي، تُبث حلقاته في عشرات الدول، وتُنتج له أعمال كرتونية وسينمائية لا تزال تُعرض حتى اليوم. 

معاناته مع التأتأة

صمت "مستر بين" لكم يكن مجرد خيار فني، بل امتداد لحكاية شخصية مع التأتأة بدأت منذ الطفولة. روان أتكينسون، الطفل الخجول الذي تعرض لسخرية زملائه وتشبيههم له بالمخلوق الفضائي، لم يستطع إخراج كلماته بكل سهولة، كانت التأتأة تعرقله في الحديث اليومي، وتُربكه في أبسط الحوارات، لكن المفارقة العجيبة، أنه كلما جسّد شخصية تمثيلية، اختفى ذلك العيب.

كلما خرج من "روان" ودخل في شخصية جديدة، تحرّر لسانه نوعا ما.

أتكينسون في برنامجه الإذاعي لم يكن يتحدث بصوته كثيرا، بل ملأ الأستوديو بأصوات متعددة كلها من أدائه. وحين يتحدث بصوته الأصلي، كان يتعمد أن يتحدث ببطء، يحرك فمه بشكل مبالغ فيه، يخرج الكلمات واضحة تماما حتى يتغلب على التأتأة. باختصار: كان الصمت هو ما يميز "مستر بين" وكأنه يتمثل بقول الشاعر:

"أحيان بعض الهرج ماودّك: يقال وأحيان بعض الصمت تلقى له قبول"

مستر بن عاشق السيارات

روان أتكينسون يعرف بشغفه الكبير بالسيارات، وهو شغف لا يقتصر على الاقتناء فقط، بل يشمل القيادة والمشاركة في سباقات الهواة. يمتلك مجموعة متنوعة من السيارات الكلاسيكية والفاخرة، من أبرزها: - هوندا إن إس إكس (Honda NSX)

  • جاجوار إم كيه 7 (Jaguar Mk7)

  • أستون مارتن دي بي 2 (Aston Martin DB2)

  • بي إم دبليو موديل 328 إنتاج عام 1939 (BMW 328 - 1939)

  • رولز رويس فانتوم كوبيه (Rolls-Royce Phantom Coupé)

  • ماكلارين إف 1 (McLaren F1)، والتي تُعد من أبرز سياراته وأكثرها شهرة.

اشترى سيارة ماكلارين إف 1 جديدة من المصنع عام 1997 بمبلغ يقدّر بمليون دولار وتعرّض لحادثين بها، أحدهما في عام 2011، بلغت تكلفة إصلاحه 1.4 مليون دولار، في واحدة من أعلى مطالبات التأمين في تاريخ بريطانيا. وفي عام 2015، باع السيارة بمبلغ 12.2 مليون دولار. روان أتكينسون - من شدة عشقه للسيارات - شارك في البرنامج الشهير (Top Gear)، حيث حقق ثاني أسرع زمن قيادة مسجّل على حلبة البرنامج.

ثروة إمبراطور الضحك:

كثيرة هي الطرق التي تصنع الثروات، لكن "مستر بين" اختار أن يُضحك الناس بلا كلمات، وبملامح فقط، صنع شخصية أحبّها الصغار والكبار، ولعلها "ضبطت معه" وجمع ثروة تجاوزت 150 مليون دولار.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط