التاريخ : 2025-02-23
مدة القراءة : 2 دقائق
في إجازة التأسيس، أنت تقرأ هذا العدد وأنت في كامل سعادتك: على أريكتك المفضلة، كأس الشاي على يمينك، تنظر إلى "صحن المعصوب" والعسل يرسم على وسطه وأطرافه لوحة فنية لا تبقى طويلا؛ فالسعادة هنا بالتهام الصحن لا بالنظر إليه. لكن، هل السعادة فعلا مرتبطة بهذا الصحن، أو بالإجازة، أو بالصباح نفسه؟
هذا الحديث لا يعجب عشاق "الليل وآخره"، لكنه يحمل أساسا علميا يعضد ما كان يمليه علينا العرف. "الصباح رباح" هي عبارة ترسخت في عقولنا بأن الصباح هو "حلال العقد"، وأن الليل هو المشكلة بحد ذاته، لذلك نهرب بالنوم منه."نم الحين والصباح رباح"، أكاد أجزم أن فئة كبيرة منا سمع أو ذكر هذه العبارة.
في دراسة نُشرت في فبراير 2025 في مجلة BMJ Mental Health أشارت إلى أن الصحة العقلية والرفاهية النفسية تصل إلى ذروتها في ساعات الصباح، ثم تبدأ في التراجع تدريجيًا على مدار اليوم، ليصل المزاج إلى أدنى مستوى له تقريبًا في منتصف الليل. الدراسة التي شملت أكثر من مليون تقرير عن مزاج الأشخاص على مدار اليوم، كشفت عن مؤشرات مهمة توضح كيف يؤثر الصباح على صحتنا النفسية.
بداية اليوم تلعب دورا كبيرً في صحتنا النفسية، فالمصابون بالاكتئاب يشعرون بأعراض اكتئاب أقل في الصباح مقارنة ببقية اليوم بسبب تأثير النوم. كما أن ضوء الشمس يساعد في تحسين مستويات السيروتونين في الدماغ، مما يساهم في الشعور بالسعادة والتوازن النفسي، كما أشارت الدراسة إلى أن القلق، يكون أقل في الصباح بسبب انخفاض مستويات هرمون التوتر "الكورتيزول"، الذي يرتفع في الليل مما يسبب زيادة القلق.
في الصباح، يشعر الناس أيضًا بمزيد من الرضا عن حياتهم، حيث يملؤهم الأمل والتفاؤل مع بداية يوم جديد، ومع مرور الوقت يبدأ الإرهاق العقلي في التأثير على الرضا. الشعور بالهدف والمعنى في الحياة يكون أقوى في الصباح، لأن بداية اليوم تمنحنا الفرصة للتجديد والطاقة، أما في الليل، فمع قلة النشاط الاجتماعي وظلمة الليل، تبدأ مشاعر الوحدة في الظهور، وتزداد مع مرور الوقت، وهذا ما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية.