التاريخ : 2025-05-18
مدة القراءة : 2 دقائق
وول مارت، متجر التجزئة الشهير برقته وتعاطفه مع المستهلكين، والذي يحاول حمايتهم من ارتفاع الأسعار قدر المستطاع، يخسر هويته.
القيمة الأساسية لوول مارت هي أسعاره المنخفضة، وفي كل محفل منذ سنوات يخرج الرئيس التنفيذي ويطمئن عملاء وول مارت، ففي ٢٠٢٢م قال بأن انخفاض التكاليف هو هاجس الشركة وموظفيها، وفي ٢٠٢٣م شدد بأن الغرض من وول مارت هو مساعدة المستهلكين بتوفير أموالهم، وآخرها في ٢٠٢٤ كرر مرة أخرى بأن جوهر وول مارت مساعدة العملاء على تحسين حياتهم بتقليل الصرف على المواد الاستهلاكية.
رسوم ترامب الجمركية كشرت أنيابها التي لا تعرف الرحمة، ونهشت التجار قبل المستهلكين، فوجد وول مارت نفسه بواجهة ارتفاع خيالي في التكاليف، حتى خرج أحد المسؤولين في وول مارت عن صمته وصرح بأن هذه الظروف غير مسبوقة في التاريخ، ولا يستطيع أي تاجر تجزئة استيعاب شدة تأثيرها عليه، لدرجة أن وول مارت عاجزة على الحفاظ على أسعارها الحالية إذا أرادت باستمرار هامش ربحها، ولذا، سترفع أسعارها على مضض.
تعتمد شركة وول مارت على الواردات من العديد من البلدان، بما في ذلك الصين والمكسيك وفيتنام والهند وكندا وكوستاريكا وبيرو وكولومبيا، مما يعني مواجهة الرسوم الجمركية على كل شيء بداية بالألعاب مرورًا بالأفوكادو والموز وإنتهاء بالقهوة المستوردة.
جميع تجار التجزئة سوف يعانون من ويلات التعريفات الجمركية على تكاليفهم، والجميع سيضطر لرفع أسعاره لتغطية التكاليف، وهكذا، حتى لو رفعت وول مارت أسعارها، ستبقى الأقل مقارنة بالسوق. بالإضافة لأن المستهلكين غالبًا لن ينتبهوا للأسعار الجديدة، لكن سيبقى في ذهنهم تطمينات الرؤساء التنفيذيين بأن الأسعار المعقولة هي جوهر وول مارت.. وهكذا قد تستمر قناعاتهم بأنه صديقهم بالتوفير حتى لو لم يعد كذلك.
جريد تقول: التسويق يصنع الهوية، لكن الاقتصاد يعيد تشكيلها.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.