الصداقات بعد الستين ضرورة وليست رفاهية

التاريخ : 2025-05-07

مدة القراءة : 2 دقائق

حين تحدث شابًا يركض في فسحة العشرين عما يستحق السعي لأجله في الحياة، أو فلسفات المعنى، فغالبًا سيظن أنك مجرد مُنظر، لا يعي جدية التزامية الحياة، ووحشية عمر الشباب وتحديات إثبات الذات. 

**ولكن؟ **

لننظر لأي شخص في الستين من عمره، غالبًا تراه يتوق للتواصل البشري، يعد الأيام لعودة أبنائه، ويأمل لقاء أحفاده، ويبتهج للمناسبات الاجتماعية، وتنهشه الوحدة بعد كل عزاء عزيز يحضره. 

**الواقع؟ **

لو كان الفزع الوجودي لعمر العشرين يُحل بالسعي، فإن وحشة الستين تهدأ بالصداقات. 

**ما بين السطور **

الإنسان جزء من نسيج اجتماعي، ولو شعر بالنبذ بأي مرحلة من مراحل حياته، أو الوحدة، فإن صحته النفسية ستضرب في جوهرها، وسيجد الاكتئاب والقلق ينتظرونه على عتبة الباب، وفي السرير.  لكن الإنسان في شبابه، يستطيع تشتيت نفسه بالانشغال، والشغل المستمر ينسيه خوائه الداخلي، ويستمر بالركض في عجلة الهامستر، حتى تُكسر العجلة، ويُحال للتقاعد، وينسل الأبناء من المنزل، ويجد نفسه بمواجهة ذاته، يتأمل الحياة التي ركضها بدلًا من عيشها، ويدفع ثمن التعامي دفعة واحدة. 

**الأثر  **

أظهرت دراسة شملت أكثر من ٢٨٠ ألف شخص، بأن أثر الصداقات بعد الستين يتفوق إيجابًا على أثر العلاقات العائلية، وأن وجود من أربع إلى ست أصدقاء مقربين، يرتبط بزيادة ٦٠ نقطة في درجات الصحة النفسية، ويخفض المشاكل النفسية بثلاثة أضعاف!  ودراسة هارفارد التي امتدت لأكثر من ٨٠ عامًا وراقبت المشاركين لمعظم حياتهم، وجدت بأن رضا الأشخاص عن علاقتهم بعمر الخمسين ارتبط بمؤشرات صحية أفضل، مثل مستويات كولسترول معقولة.

**الحل؟ **

تكوين الصداقات بعد المدرسة الإبتدائية يُعد مهمة شبه مستحيلة، ولكن ضع أهمية الصداقات نصب عينيك وتشجع لتجربة النصائح التالية:  - كن لطيفًا: حافظ على ابتسامة هادئة، وكن ودودًا؛ حتى تسهل أن يبادر لك أحد. 

  • بادر ولا تخف من الرفض: إذا استلطفت أحدهم جرب دعوته على كوب قهوة، أو على الأقل اسأله سؤالًا مفتوحًا يتيح لكما الاسترسال بالحديث والنقاش. 

  • كن صبورًا: الصداقات المتينة لا تتجلى بيوم وليلة، اسمح لصداقاتك أن تزدهر على راحتها، ولا تتوقع أن تجد "محزمك المليان" الأسبوع القادم. 

**لتجد ناسك؟ **

  • احضر الفعاليات الثقافية.

  • التحق بنادي الكتاب أو مجموعات المشي في مدينتك

  • اذهب للنادي.

  • سافر مع مجموعة غرباء (نشدد على أهمية الأمان والحجز مع جهات منظمة موثوقة).

  • جرب هواية جديدة حتى لو مرة في الشهر، ابحث عن دورات طبخ أو رسم أو تشكيل الفخار أو أيًا ما كان يستهويك. 

**الصورة الكبرى **

نقتبس لدرويش قصيدته "فكر بغيرك" وندعوك لتفهم أي ستيني حولك، ومحاولة تطوير طرقك للبر بوالديك. 

جريد تقول: ما يعالج تعب السنوات، ليس الراحة، بل دفء العلاقات.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط