التاريخ : 2024-03-16
مدة القراءة : 2 دقائق
حين نفكر بالتجربة البشرية فغالبًا ما يبرز سعينا الحثيث للسعادة، وكأن غيابها حقيقة أجمعنا عليها بصمت؛ مقاطع يوتيوب تخبرك كيف تصبح سعيدًا -بافتراض ضمني بأنك بائس الآن-، وفي كل مرة تطأ قدمك المكتبة، تجد عشرات الكتب تتربع على رف الأكثر مبيعًا بعناوين تبشرك بقدرة مؤلفيها على إنقاذ حياتك من اللاجدوى وغياب السعادة.. ويمتد الأمر والكل لديه ما يقوله.
حتى لو لم نكن نرى أنفسنا كأشخاص بؤساء، لكن من المرجح جدًا أن نستمع باهتمام لو عرض أحدهم علينا حله للوصول للسعادة؛ ولكن لماذا؟ هل هو بسبب الطمع الإنساني؟ ورغبتنا بالمزيد دائمًا؟
في كثير من الأحيان يكون العطب في إدراكنا للواقع، لا في الواقع نفسه، والاعتياد على الروتين يخدر شعورنا بالدهشة الأولى، فلو شممت زهرة لوقت طويل ستنعدم رائحتها، ولو تأملت أكثر المشاهد خطفًا للأنفاس فلن تحتاج لفترة طويلة قبل أن يتحول لمشهد عادي.. ولكن ما الحل؟
- الهرب المؤقت: لو حاصرك الروتين حتى اعتادت كل خلاياك العصبية عليه ،فأفضل طريقة لتجديد شعورك بالامتنان هو الهرب من كل شيء، لو أتيحت لك فرصة الابتعاد، لو لأيام سواء بالسفر أو غيره، سترجع و أنت مشتاق لتوست الصباح، قد عبرت عن هذا المعنى الممثلة جودي فوستر في مقابلتها مع البودكاست. - الخيال: العقل البشري لا يفرق بين الخيال والواقع، فكما هو الحال في أسوأ الكوابيس التي تستيقظ منها فزعًا وتغدق كل من حولك بحبك الفائض المفاجئ لهم، يمكن للخيال فعل ذات الشيء، فتخيل غياب كل شيء يعيد إدراكك لبهاء كل شيء.
جاء في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم، عن النبي عليه الصلاة و السلام: انظروا لمن هو أسفل منكم، ولا تنظروا لمن هو أعلى منكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله.