التاريخ : 2023-08-09

محتوى

مدة القراءة : 2 دقائق

في عالمنا المتسارع اليوم، يكاد الإنسان يختنق من شدة ركضه، ما بين السعي وراء الطموحات المهنية، وتعزيز حياته الإجتماعية وبناء عائلة وبذل نفسه لها، تتحول الحياة لسلسلة من المهمات الواجب إنجازها، والكثافة العالية لهذه المهام وتكرارها، كفيل بجعل الإنسان يغفل عن ذاته.  لكنه ما يلبث أن يجد نفسه بمواجهة سيل من الفوضى الداخلية حين تقاعده، فالسعي الوظيفي يخفت أو ينطفئ، الأصدقاء الذين أحبهم يغادرون الحياة، والأطفال يبدأون بالركض في مضمارهم الخاص. 

أزمة إنسانية؟ أم فرصة مالية؟

يرى رواد الأعمال في أي مشكلة بالحياة، فرصة للاستثمار المالي، إن كانت أزمة منتصف العمر تعني مواجهة فظائع الفقد والوحدة عند البعض، فإنها بالنسبة لرواد الأعمال، فرصة لتقديم خدمات، يتشوق إليها من فاتته في مقتبل حياته. 

حياة بأثر رجعي

إن أفنيت عمرك في وظيفة خاطئة، ستجد بأن عدة جامعات صممت برامج متخصصة للأشخاص الذين يودون بدء مهنة جديدة بعد التقاعد، إن كنت تصارع حزن الفقد، ستجد مجموعة مرشدين حياتيين على أتم الاستعداد لأخذك برحلة تأمل في الهند، إن كنت تشعر بالخواء فهناك برامج مخصصة لملء حياتك بالهوايات.. لكنها قائمة على: "حتدفع؟ حوريك اللي ما شفتوش دام حتدفع"

السوق الجديد 

ليست مجرد محاولات انتهازية من أفراد وصوليين، لكنه سوق جديد يعد بربح مرضي لدرجة وجود شركات متخصصة فيه، على سبيل المثال: 

• أكاديمية المسن الحديث: وهي ببساطة شركة تبيع أسلوب حياة يؤهلك لأن تكون "الشايب صايد جو الشباب" حيث تقدم دورات في عدة مواضيع تؤهلك لاحتمال الحياة. 

• برامج روحانية: أطلق معهد الشوط الوسطي برامج مخصصة للمتقاعدين بهدف إيجاد معناهم في الحياة؛ الجدير بالذكر بأن قيمة البرنامج ٢٥ ألف دولار سنويًا. 

• جامعات القمة بدأت بتقديم برامج مخصصة لمن قطعوا شوطًا في حياتهم المهنية ويودون تغيير مسارهم؛ أقل برنامج يباع مقابل ٥٠ ألف دولار. 

 الصورة الكبرى:

العمر مجرد رقم، من حق كل أحد، أن يستمتع بلحظات عمره، فالحياة ليست قطارا، إذا فاتت محطة، لا نستطيع العودة إليها.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط