التاريخ : 2025-05-06
مدة القراءة : 2 دقائق
كان يا مكان، كان هناك طفل يبيع العلكة في شوارع أوماها، قرأ كتاب عن الاستثمار واشترى أسهمًا، كبر الطفل وخاض غمار الهندسة، وكعادة المهندسين المغرمين بالإصلاح، تبنى شركة نسيج متعثرة، وحولها لإمبراطورية ترليونية، وعاش كمبشر للمستثمرين، بروح هادئة لا تعرف الفزع، وصوت مستقر، وحكم وقوانين ثابتة، يوصيهم بالصبر وطولة البال!
بعد خبرة امتدت لـ ٦٠ عام، وعن عمر يناهز الـ ٩٤عامًا، كان بافيت أسطورة أسواق المال، لا يُجمع اسمه والتخبط في جملة واحدة، فهو رجل وقور ناجح، يعول على القراءة لتنوير بصيرته، الجميع يراقب تحركاته ويحاول التنبؤ بها. حتى إذا زاد الكاش في محفظته، تهتف الجموع: كارثة اقتصادية على الأبواب!
ملاقيك! هذا ما فعله بافيت بطلابه ومحبيه، في ختام الاجتماع السنوي لمساهمي شركة بيركشاير هاثاواي، أعلن عن قراره بالرحيل نهاية العام. وصدم الجميع، حتى خليفته جريج آبل، الذي اصطفاه وجهزه ليحل مكانه في يوم ما، لم يعرف بأن هذا اليوم قد حل، والعهدة على الراوي يُقال بأنه شهق مع الحضور.
سوف تسلم مفاتيح الإمبراطورية لخليفة بافيت الذي يبلغ الـ ٦٢ عامًا من عمره جريج آبل، وسيكون بافيت داعمًا له كمستشار إذا سمحت ظروفه الحياتية. وأما عن إنجازات جريج، فقد وسع قسم الطاقة في بركشاير حتى أصبح من أكبر منتجي الطاقة في أمريكا، ولعل أول التحديات التي ستواجهه هو استثمار سيولة وصلت لـ ٣٥٠ مليار دولار، "بلش" فيها بافيت ولم يحد لها استحواذًا يطيرها.
رحل بافيت عن بركشاير ولكنه ترك سهمًا كالجبال، حتى لو خسر ٩٩٪ من قيمته سيظل متفوقًا،٩٩٪ من قيمته سيظل متفوقًا، فمنذ عام ١٩٦٥م، تفوقت أسهم بيركشاير بقيادة بافيت على مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ بعائد سنوي قدره ١٩٫٩% مقابل ١٠٫٤%.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.