التاريخ : 2025-04-13
مدة القراءة : 2 دقائق
يبدو أن حرب التعرفات الجمركية بين أمريكا والصين قد تجاوزت "كسر العظم" إلى "كسر الاقتصاد" كليا، فقد فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة ١٤٥٪ على الواردات الصينية، وذلك بعد زيادات متتالية شملت رفعًا إلى ١٠٤٪ ثم إلى ١٢٥٪، وردت عليها الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة ١٢٥٪ على جميع السلع الأمريكية، بعد أن كانت قد رفعتها سابقا من ٣٤٪ إلى ٨٤٪. السؤال الأهم: ما وضع "الآيفون" في هذه الحرب؟
بحسب تقارير من موظفي متاجر Apple، بدأ العملاء في التهافت على شراء الأجهزة بشكل ملحوظ خوفًا من ارتفاع الأسعار المرتقب"، ولسان حالهم: "آيفون في اليد أرخص من عشرة على الشجرة". فقد مبيعات متاجر Apple بشكل ملحوظ خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، مقارنةً بنفس الفترة في السنوات السابقة، علما أن الشركة لم تعلّق رسميًا على هذه المخاوف.
بحسب تقرير صادر من TechInsights، فإن تكلفة تصنيع جهاز آيفون واحد قد ترتفع من ٥٨٠ دولارًا إلى ٨٥٠ دولارا وهو ما يعادل قرابة ٣٢٠٠ ريال. ورغم أن Apple حافظت على سعر آيفون ١٣ و١٤ عند حدود ٩٩٩ دولارًا منذ عام ٢٠١٧، إلا أن استمرار الرسوم قد يدفعها لاتخاذ خطوات تعويضية، خصوصًا أن الآيفون يشكّل حوالي ٥٠٪ من إجمالي إيرادات الشركة.
هناك ثلاثة خيارات أمام شركة أبل: إما أن تسعى لإعفاء جديد من الرسوم الجمركية كما فعلت سابقًا، وهو احتمال يبدو مستبعدًا مع تصلّب الموقف الأمريكي وعناد "ترامب" مؤخرًا، أو تستمر في تنويع سلسلة التوريد بالاعتماد أكثر على الهند ودول أخرى لتقليل تكلفة التصنيع. أما الخيار الثالث – الله يستر منه – فهو رفع سعر الآيفون، والذي قد يصل في حال تصنيع الجهاز داخل أمريكا إلى ٣٬٥٠٠ دولار، أي حوالي ١٣٬٥٠٠ ريال سعودي.
إعادة التصنيع إلى داخل أمريكا يعد من أهم أهداف الحرب التجارية الدائرة حاليا بين أمريكا والصين، إلا أن خبراء الاقتصاد يرون أن هذه الفكرة غير واقعية تمامًا. فتحويل مصانع Apple إلى الولايات المتحدة ليس فقط معقدا من الناحية اللوجستية، بل سيؤدي إلى قفزات ضخمة في الأسعار، تجعل الآيفون جهازا للنخبة فقط، وأما عامة الناس فمصيرهم إلى "الأندرويد".
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.