التاريخ : 2024-07-23
مدة القراءة : 2 دقائق
يتذكر أفراد جيل X والألفية حالات “التمرّد” أيام إحضار “الجوال” في المدرسة، ومحاولة إخفائه في أماكن عجيبة، في “الدريشة” مرة، وفي “حوض المرحاض الخلفي” مرة، أمّا الجيل التالي اليوم، حدّث ولا حرج، فالأجهزة الذكية أصبحت مسموحة عند غالبية مدارس أمريكا، وبعض المدارس الأهلية والعالمية في السعودية، لكن فيه شيء تغيّر!
مع السماح بالأجهزة، زادت نسبة تشتت انتباه الطلاب للدرس، وقلّ تفاعلهم، وانخفضت درجاتهم، والمعلمون يقولون: “كله من الجوال” ناهيك عن أضرار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي داخل بيئة تعليمية بحتة.
جربت بعض المدارس في نيويورك منع الأجهزة طوال اليوم، وكعادة الجيل الجديد، “قوّموا الدنيا وقعدوها” وغضبوا واحتجّوا، لكن العجيب أنهم في النهاية اعترفوا بالتغييرات الإيجابية، منها ارتفاع درجاتهم ونسبة تركيزهم في الدروس، وزيادة تفاعلهم في الأنشطة اللامنهجية، وتوطدت علاقتهم مع زملائهم كونهم صاروا “يشوفون بعض” في الفسحة.
تخطط مدينة نيويورك لمنع الأجهزة عن أكثر من مليون طالب في مدارسها، وستلحقها لوس أنجلوس وولاية فرجينيا في يناير ٢٠٢٥.
الحل الوسط والأمثل، هو الاقتداء بطريقة “حفلات الزواج النسائية” الماضية مع الجوالات، حيث كانت توضع في أكياس مغناطيسية، وتسلّم في نهاية حفل الزواج. ميزتها أنها بديل ناجح لقرار المنع، فالطالب سيظلّ بإمكانه استخدام جهازه عند الحاجة، وفي نفس الوقت لا يخترق الخصوصية، ولا يزعج من حوله، ولا يفقد تركيزه ولا حتى درجاته.
الإنسان كائن تكيفي، لديه القدرة على الابتعاد عن الجوال، لو أجبر على ذلك.