التاريخ : 2024-05-27
مدة القراءة : 2 دقائق
معك علك؟ سؤال بديهي يطرح بعد وجبة شاورما مليئة بالثوم مثلا؛ فالعلك - صاحب مكان - يتواجد بصفة منطقية في درج المكتب، تحت الكيبورد، بين الأوراق الخ، وغالبا سؤال "معك علك" لا يكون الغرض منه السؤال، ولكن "معك علك" هي بالتحديد "عطني علك"، وبما إن "العلك" بطل نشرتنا اليوم؛ خنسولف شوي عن ويليام ريغلي وإمبراطورية العلك.
أثناء فترة مراهقته، بدأ ويليام ريغلي الابن في بيع منتج والده Wrigley’s Scouring Soap، وفي عام 1891 انتقل ويليام من فيلادلفيا إلى شيكاغو وانتقلت معه تجارة والده، كان عمره آنذاك 29 عاما، فكّر حينها في إضافة حافز لعملائه، هذا الحافز يتمثل في تقديم مسحوق الخبز مجانا مع كل عملية شراء، وحين فضّل العملاء مسحوق الخبز، بدأ بتقديمه كمنتج رئيسي ومعه علكة مجانية.
بعد أن تكررت النتيجة مرة أخرى، وأعجب العملاء بالحافز الإضافي؛ اتخذ ويليام ريغلي قرارًا جريئًا باعتماد العلك كمنتج رئيسي، وأطلق أول نكهتين من علكة إكسترا "نعناع وفواكه"، ومن خلال الإعلانات المكثفة عبر وسائل الإعلام واللوحات الإعلانية، نمت شركة ريغلي لتصبح علامة تجارية بقيمة تزيد عن مليون دولار بحلول عام ١٩٠٨م .
بعد مئة عام من نمو العلامة التجارية لويليام ريغلي؛ دفعت شركة مارس ٢٣ مليار دولار للاستحواذ عليها بتمويل جزئي - بدافع النوستالجيا - من المستثمر الكبير وارن بافيت؛ لأن أول أعماله التجارية كانت بيع علكة الفواكه عندما كان في السادسة من عمره. في العموم كانت صفقة جيدة؛ فوارن بافت لا "يستثمر" عبثًا، وشركة مارس اليوم تحقق إيرادات سنوية قدرها ٥٠ مليار دولار.
في عالم الأعمال؛ لابد أن تتحلى بالجرأة والصبر. ويليام ريغلي اختبر تجربة الحافز الإضافي مرتين، وحين وجد النجاح لم يتردد لحظة في تغيير نموذج أعماله ككل؛ فالغرض الرئيسي من الاستثمار هو إنك تطلع فلوس.