بين آخر صورة سفر وأول إشعار عمل

التاريخ : 2025-08-04

مدة القراءة : 2 دقائق

فيه لحظات ترجع فيها من سفرة حلوة، وتشوف نفسك قدام المرآة تقول: "وش كنت أسوي قبل هالإجازة؟" فجأة، القهوة ما تعطي نفس المفعول، الطريق للدوام صار أطول، وصوت الإشعارات يزعجك بدل ما يحمّسك. هذا الإحساس المربك له اسم وله تفسير. 

"متلازمة العودة من الإجازة"؟

مو شرط تكون كآبة، أو اكتئاب سريري. أحياناً هو مجرد شعور بالتنافر: بينك وبين نفسك، بين رتم السفر وسرعة الحياة. بين الحرية اللي حسّيتها هناك، والالتزامات اللي تنتظرك هنا.  يقول الأطباء النفسيون: هذا هبوط نفسي طبيعي، لكنه يستاهل اهتمام، مو تجاهل.

ليش نحس كذا؟

تشرح المعالجة النفسية كارا ليسي إن الرجعة للواقع بعد وقت ممتع، تحفّز إشارات عصبية مرتبطة بالتوتر القديم.  والمعالجة تيفاني غرين تضيف: "أحياناً ما نكون حزينين فعلاً، لكن نحس بصراع داخلي. نحب شغلنا، ونشتاق للإجازة. نحب الاستقرار، ونشتاق للجنون. هالشدّ والجذب يخلينا عالقين بين نسختين منّا: نسخة تشتغل، ونسخة تتنفس."

بس ترا مو غلط إنك تحس كذا..

الإجازة مو علاج سحري. والرجوع للحياة ما يحتاج بطولة، بل يحتاج "لُطف". وأهم شيء إنك ترجع لنفسك قبل ترجع للدوام.  وهنا، خطوات بسيطة ممكن تساعدك تتجاوز هذا الاضطراب النفسي: ١. يوم فاصل مو رفاهية : لا ترجع من المطار وتروح الدوام بعد ٨ ساعات، عط نفسك أيام ترتّب فيها شنطك ومشاعرك. لأن العودة المفاجئة متعبة.  ٢. خذ تذكار لنفسك: صورة أو تذكار تحطها على مكتبك، أو حتى موسيقى كنت تسمعها هناك. مو الهدف الذكرى، الهدف إنها تربطك بمشاعر كنت تعيشها في السفر. ٣. استكشف مدينتك: الدماغ يحب الجديد. ما يحتاج تسافر، جرّب كافيه أول مرة، حيّ ما تمشيت فيه من قبل، أو حتى طريق مختلف للدوام. خلك سائح في مدينتك.  ٤. لا تحمّل نفسك من أول يوم: لا تغرق نفسك بأربعين مهمة من أول يوم. الإنجازات الصغيرة تعطيك شعور بالسيطرة، بدون ما تنهكك. ٥. انتبه لصوتك الداخلي: لو استمر التعب لأيام، أو حسّيت إنك راجع بنفس الاستنزاف، اسأل نفسك: هل هذا مجرد إرهاق عميق يحتاج وقفة أو اضطراب نفسي مستمر؟ أحيانًا نحتاج نسمع أنفسنا أكثر من سماع التعليمات. ٦. خطط للرحلة الجاية: وجود شي تتطلّع له، يرفع من مزاجك، ويذكّرك أن الحياة ما تنحصر بين مكتب وبيت.

**الصورة الكبرى: **

الإجازة الحقيقية ما تنتهي لما تركب الطيارة، تنتهي لما تعيد ربط نفسك بروتينك. فإذا حسيت بالضيق، لا تقسى على نفسك. احضن التناقض، وخذها قاعدة: أحياناً، أهم رحلة بعد الإجازة، هي الرحلة اللي ترجعك لنفسك.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط