المختصر المنير لمن أتعبه زيادة التفكير

التاريخ : 2024-02-20

مدة القراءة : 3 دقائق

تعاني من التفكير الزائد؟ لست وحدك. الإحصائيات تقول أن نصف إلى ثلاث أرباع البالغين في العالم يعترفون أنهم يبالغون في التفكير!

كلٌّ يفكّر على ليلاه..

هناك ثلاث أنواع من التفكير الزائد: الماضي، المستقبل، والتحليل.. سنستعرض كلًا منهم مع الحل المقترح له:

١) اجترار الماضي:

الإفراط في تذكر الماضي خاصةً الأحداث السلبية والمؤلمة، مع لوم النفس على ما فات. 

مؤشرات هذا التفكير؟ ١- التركيز على النقد السلبي. ٢- كثير التحدث عن الإخفاقات والأخطاء السابقة. ٣- شديد الحذر، تفحص عملك مرتين وثلاثة.

الحل؟ جدْوِل وقتًا مخصصًا للقلق.

قد تبدو نصيحة غريبة، لكن من المفيد جدولة وقت القلق بدلًا من السماح للاجترار بأن يطغى على كامل يومك. بهذه الطريقة يمكن حصر القلق في فترة يمكنك التحكم فيها ما بين ١٥ إلى ٣٠ دقيقة. أما إذا عاد في وقت غير وقته، فذكّر نفسك "ليس الآن، عندي موعد أتفرغ للقلق على هذا الموضوع بعدين".

٢) تخيلات المستقبل:

بالطبع التخطيط للمستقبل له فوائده، لكن إن زاد عن حده يمكن أن يمعن الشخص في سيناريوهات مستقبلية إلى درجة تعطل حياته الآن.

علاماته؟ ١- قضاء جهد كبير في التخطيط لكل سيناريو محتمل. ٢- تواجه صعوبة في الاحتفال بنجاحاتك، لأنك دائماً تفكر في الخطوات التالية. ٣- تشعر بقلق وانزعاج دائم لأنك تفكر في ما يجب عليك فعله في قائمة مهامك.

الحل؟ استفد من تفكيرك المستقبلي لتهدئة بالك. إن كنت تواجه مشروعًا الآن بمواعيد تسليم قريبة ومهام متراكمة، خذ بعض الوقت لإغلاق عينيك وتخيل أنك بعد خمس سنوات في منصب أعلى وأنك تنظر إلى ماضيك. ستجد أنه هذا المشروع كان مجرد خطوة في الطريق وليس بالضربة القاصمة لتاريخك المهني.

هذه الطريقة تعرف علميًا بالـ "ابتعاد المؤقت" وهي مفيدة لتقليل حدة القلق.

٣) التحليل المفرط:

بينما النوعين الماضيين متعلقة بأحداث ماضية أو مستقبلية، هذا النوع الثالث لا علاقة له بالوقت بل هو عن العمق.

قد تكون شخصًا تغوص في تفاصيل كل موضوع بشكل مبالغ فيه. رغم أن هذه الطريقة قد توصلك لأفكار نيّرة، لكنها قد توصلك أيضًا لدرجة تورطك في تفاصيل غير مهمة ولا علاقة لها بالموضوع.

مؤشراته؟ ١- دائمًا ما تؤجل اتخاذ القرار لبحث الموضوع بشكل أكبر. ٢- يهمك رأي الآخرين كثيراً وتأييدهم لك، لأنك لا تثق تمامًا بتحليلك. ٣- تواجه صعوبة في التفريق بين المهام الأكثر والأقل أهمية.

الحل؟ اترك السعي وراء الاختيار المثالي، واستهداف الخيار المرضي لك. قبل المهمة حدد الشروط التي يحققها الحل المستهدف. إذا وصلت إلى حل مماثل لشروطك امض قدمًا وإن كان هناك حل قد يأتي في المستقبل بنتائج أفضل.

هذه الطريقة اسمها (الحلول المرضية) "satisficing" وعكسها هو طريقها اسمها (الحلول القصوى) "maximizing" وفيها يبحث الشخص عن أكبر قيمة يمكن تحقيقها. من يتبع طريقة الحلول القصوى عادة ما يقع في حفر التحليل المفرط.

أخيراً:

لا نقول أن التفكير ضار ويجب أن "تدرعم" في الحياة بدون تفكير. أمعن فيما تفعله ولكن لا تسمح للتفكير بأن يدور بك في حلقات مفرغة ويصبح ضره أكبر من نفعه.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط

قصص أُخْرى

طريقة لعصف ذهني أكثر إبداعًا

تخيل نفسك جلست في اجتماع "عصف ذهني" أنت طلبت من الجميع أن يحضروه، ولكن لا يوجد ف...اقرأ المزيد

2022-05-19

محاولة لوصف وعلاج مصطلح فقد طعم الحياة

هناك الكثير من الحديث حالياً عن مصطلح جديد يتحدث عنه علماء نفس المنظمات وهي ما ي...اقرأ المزيد

2021-04-27

٤ خطوات لمنع الضغوطات الخارجية من التحوّل إلى توتّر

العديد يلومون توترهم وضغطهم النفسي على: العمل، المدير، مواعيد المشاريع، وازدحام ...اقرأ المزيد

2020-11-09

لا داعي للهروب بعد اليوم

كلنا لدينا تلك المهمة التي نتهرب منها. لا نقصد التسويف المعتاد. نقصد تلك المهمة ...اقرأ المزيد

2020-09-17