التاريخ : 2023-10-16
مدة القراءة : 2 دقائق
قدم ثريدز في البداية كبديل تقني للغاضبين من تويتر -إكس حاليًا-، وقد انضم أكثر من ١٠٠ مليون مستخدم للتطبيق ثقةً بمركز ميتا وسط شركات التقنية وقاعدتها الجماهيرية الواسعة، لكنه حاليًا مهجور كديار ضربها الطاعون.. لماذا؟
باختصار "الحيادية الزايدة" أحد أهم الأسباب التي يُتَوَقع أن تقود ثريدز لحتفه. تصر ميتا على تكميم الأفواه، وفرض الإيجابية قسرًا! وزرع الورد على الرماد؛ على سبيل المثال تحظر ثريدز أي منشور يتحدث عن كوفيد أو الجائحة أو حتى التطعيمات إلى الآن، وحتى أخبار السياسة المفزعة والصراعات والحروب.
في ظل الحرب الأخيرة على فلسطين "نصرهم الله وجبر مصابهم" ووسط الاهتمام العالمي المتزايد من الشعوب لفهم تفاصيل القضية، لم يكن إكس المنصة المناسبة لمعرفة الأخبار بحياد؛ أين سيتجه الأفراد؟ الإعلام التقليدي المؤدلج؟ بلو سكاي اللي مافيه غير أهله وخمس مستخدمين؟ بالتأكيد اتجه الأفراد للمنصة الأكثر شبه بإكس، وهي ثريدز، بحكم ميزة "المواضيع المتداولة" ولكن للأسف ثريدز خيبت ظن الجميع ومنعت الحديث عن المآسي جميعها.
حين عاد مستخدمو ثريدز محملين بالخيبة وجدوا أنفسهم يتساءلون: ما مغزى وجود ثريدز؟ يمتلك إكس قاعدة جماهرية واسعة لكنه يتجه نحو الطريق المنحدرة لأسباب يصعب حصرها، والتطبيقات المنافسة مثل بلو سكاي تمتلك ميزات رائعة لكن مستخدميها يعدون على الأصابع، مما يعني تفاعلًا محدودًا وأصوات غير كافية؛ بينما يجمع ثريدز أفضل ما في الطرفين، منصة بميزات ممتازة وعدد مستخدمين عال، لكن تحرص إدارته على جعله ورديًا، وتمنع الحديث عن الأخبار جميعها.
انتقدت ميتا في السابق بسبب تداول الأخبار مزيفة على منصاتها، لذلك تحرص ألا تقع في هذا المأزق مجددًا، لكن المبالغة في حماية المحتوى من أي معلومة مضللة قد يدفع بميتا لعدم اتخاذ مواقف في القضايا الجدلية، علمًا أن عدم اتخاذ الموقف، هو موقف! بالإضافة لكون تكلفة السيطرة على المحتوى قد تكون عالية ماديًا على الشركة ونفسيًا على المستخدمين.