التاريخ : 2023-09-26
مدة القراءة : 2 دقائق
منذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر العام الماضي ونحن نشهد انهياره التدريجي؛ بداية بموجة التسريح مرورًا بخسارة ثقة المعلنين وانتهاء بخنق الطائر الأزرق البهيج واستبداله بعلامة اكس. ولكن ما موقف أغنى رجال العالم من هذا كله؟
محبط، لا يوجد علامات مبشرة، كان استحواذ إيلون ماسك على المنصة عاملًا جذريًا بتنفير المعلنين، فمنذ استلامه لزمام الأمور انخفضت العوائد الإعلانية بنسبة ٥٠٪! آمن جاك دورسي بقدرات إيلون ماسك لإعادة إحياء تويتر، ولكن بدلًا من أن يحل المشكلة، تحول هو نفسه للمشكلة، وأصبح بحاجة لأن يحله شخص ما.
لعل التجربة التويترية الأكسية كانت كفيلة بنزع نظارة "الرهابة الزايدة" التي يرى إيلون فيها نفسه، فقد أدرك بأنه ليس أفضل واجهة إعلانية مما جعله يعيد هيكلة فريق الإعلانات، بعدها بحث بدراسة معلنة، تبين أن ب أفضل ووجد أن ٨ من كل ١٠ معلنين نشطيين على أكس هم شركات ناشئة ومتوسطة، وهكذا قرر توزيع رصيد إعلاني بقيمة ٢٥٠ دولار لكل شركة بشكل عشوائي لتشجيعهم على الإعلان عبر المنصة، وأخيرًا نحى غروره جانبًا وتعايش مع حقيقة أن كثيرًا من المعلنين السابقين "طاروا" بسبب خوفهم على سمعة علاماتهم التجارية لو استمر تعاملهم مع اكس، وهكذا قرر التعاون مع جوجل لبيع إعلانات إكس عبرها، في محاولة لانعاش سوقها الإعلاني.
ببساطة؟ اكس تصبح أحد منصات جوجل الإعلانية. "مدير إعلانات جوجل" هو سوق يتوجه له المعلنين بنية إطلاق حملاتهم التسويقية، حيث تضمن جوجل ظهور الإعلان على شبكة واسعة ومتنوعة من المنصات، والآن أصبح اكس أحدها. فإن كان المعلنين لا يحبذون التوجه لإكس مباشرة لعقد صفقة إعلانية، لا بأس، اكس متواضع بما فيه الكفاية للسماح لجوجل بعرض إعلاناتها عبره.
يمكن "مدير إعلانات جوجل" المعلنين من اختيار المواقع والتطبيقات التي تظهر عليها إعلاناتهم، لذا إن كان أحد المعلنين السابقين لا يزال "متحسسا" من اكس فيمكنه تجنب الإعلان عبره، لكن وجود اكس كجزء من شبكة إعلانية بوسيط موثوق مثل جوجل قد يساهم بتسهيل عودة المعلنين بحكم أنهم لن يتخذوا قرار التعاون مع أكس حصرا، ولن يدفعوا له بشكل مباشر؛ وعلى كلٍ فالكثير من الخبراء يعتقدون بأن الصفقة تمثل تهديدا لجوجل، وليس من الحكمة التحالف مع منصة تتهاوى ولا تزال مكروهة.