التاريخ : 2023-05-15
مدة القراءة : 2 دقائق
انتشر في القرن العشرين تصور أن الوظيفية عبودية، و تم شيطنة الوظيفة، وظن البعض بأن الطبيعة البشرية تتناقض مع عمل الـ ٩ - ٥، لكن تبين بأن الأمر بخلاف هذا، وأن الموظف إذا عومل بطريقة إنسانية، سوف ستحسن رضاه عن عمله.
وفق استطلاع جديد، فإن ٦٢.٣٪ من العاملين راضون جدًا عن وظائفهم؛ وتعتبر أعلى نسبة سُجلت منذ الثمانينات عن رضا الموظفين. يُقاس الرضا الوظيفي من خلال سؤال الموظفين عن ٢٦ جانبًا مختلفًا من عملهم بداية من الراتب ومرورًا بقدرتهم على الموازنة بين العمل والحياة وانتهاء بالتأمين الصحي.. وبينهم الكثير.
من المشروع أن نتساءل عن سر حلول الرضا على الموظفين، هل بيئة العمل العصرية؟ واعتبار العمل كعائلة هو المسؤول عن هذا التحول؟ أم أن جيل زد أنقذ سوق العمل بعاداته التأملية وفلسفاته الحياتية؟
في السابق كانت الوظيفة تأتي كقالب اسمنتي يصعب العبث فيه، ساعات دوام صارمة وراتب محدد سلفًا ،وبدائل قليلة وشبه معدومة في سوق عمل متشبع بالموظفين، لكن تغير الوضع مؤخرا، لذلك يعتبر البعض أنه قد خف شعور الموظفين بأنهم محاصرين.
إضافة إلى أن الجائحة قد حسنت الأمور؛ فقد أصبحت ساعات العمل أكثر مرونة، أقتنع الرؤساء بجدوى العمل عن بعد، وصار ممكنًا أن ينجز الموظف عمله يومين في المكتب ويومًا في صالة منزله، الاحتياج المتزايد في السوق مكن الأشخاص الذين يكرهون وظائفهم من إيجاد بدائل أفضل، وجعل الشركات توفر ميزات أكثر لجذب الموظفين.
أجريت الدراسة قبل عمليات التسريح التي قادتها شركات التقنية؛ هل ستتغير النتائج لو أجريت نفس الدراسة على نفس العينة؟ الله أعلم، لكن بالتأكيد أن بدء الشركات بالاستغناء عن موظفيها يضرب بشدة في معايير الرضا كالأمان الوظيفي والفرص المتاحة.