التاريخ : 2023-04-26
مدة القراءة : 2 دقائق
من بين كل مواقع التواصل الإجتماعي، يُعد تويتر الأقرب لكونه منصة إخبارية ومصدرًا موثوقًا للمعلومات، وعلامة التوثيق كانت أشبه بوسام تشريف، وإقرار بأن صاحبها يستحق أن تؤخذ كلمته بعين الاعتبار؛ فلم يكن "الصح" يُمنح إلا بشق الأنفس، سواءً للجهات الرسمية والأفراد المُسَلَم بشهرتهم، وليس ذلك وحسب بل يجب تقديم دلائل على هذه الشهرة.
ما الذي أكسب علامة التوثيق مكانتها؟ الندرة. كان المشاهير يفاخرون بلحظة توثيق حساباتهم لأنها أشبه بلحظة تتويج، فالعلامة رمز لانتمائهم لطبقة معينة، اعتراف بشهرتهم ومدى ذياع صيتهم. فقد كانت الفكرة تتمحور في أن علامة التوثيق ليست متاحة لأي أحد، لذلك أصبحت حلم الكثيرين، وهذا ما اكسبها أهميتها.
كانت قيمة العلامة معنوية -تشتريها بالشهرة والنجاح- ولكن بعد أن أعلن إيلون ماسك بأن علامة التوثيق ستكون متاحة لأي شخص يدفع ٨ دولارات كاشتراك شهري في تويتر بلو اختلف الأمر؛ فلم تُعد العلامة سهلة المنال فقط لكنها أصبحت "زهيدة" أيضًا. ما معنى العلامة إن كانت لا تتيح لك التفاخر لا بشهرتك ولا بأموالك؟ هنا أصبحت العلامة مخزية في ذات الطبقة التي كانت تبجلها، فأي مشهور يمتلك علامة زرقاء يقر ضمنيًا باشتراكه بمبلغ زهيد مقابل علامة لا معنى لها يستطيع معظم الأشخاص في الشارع شرائها.. وهكذا خسر الكثيرون علامتهم بدافع الإحراج.
بعيدًا عن محاولات الإنسان الحثيثة بالسعي إلى المكانة، أغرقت السياسات الجديدة تويتر في الفوضى، فلم يُعد من الممكن تمييز الحسابات المنتحلة عن الحقيقية، ولم تُعد منصات الأخبار موثوقة، فهل سيفقد تويتر مصداقيته بسبب نموذج ربحية الـ ٨ دولارات؟